إلى الثورة الكبرى.. يا عراق

كيف استطاعت قوات (داعش) و(القاعدة) من دخول مدن الرمادي؟

الدكتور عبد الإله الراوي*

هذه هي المرة الأولى التي نقوم فيها بكتابة مقال طويل نسبيا دون مصادر. والذي دفعنا لذلك هو الوضع الخطر في محافظة الانبار وعملية خلط الأوراق واللعبة القذرة التي يقوم بها المالكي للقضاء على الاعتصامات ولمحاولة الإجهاز على المقاومة في هذه المحافظة وبالنتيجة في كافة المحافظات المعتصمة.

ودون الإطالة في الحديث، ودون الكلام عن مماطلة المالكي وحكومته بتحقيق مطالب المعتصمين، سنحاول عرض الوضع وتقديم رؤيتنا لما يجب أن يقوم به أبطالنا الآن ودون أي تأخير.

أولاً: الوضع في الرمادي والفلوجة بعد رفع خيام الاعتصام.

1 - يعلم جميع المتابعين للأحداث بأن خيام المعتصمين تم رفعها من قبل القوات الحكومية بتآمر محافظ الانبار – والذي كان عليه أمر بإلقاء القبض وأصبح مضطرا لتنفيذ أوامر سيده حفاظا على موقعه - و بعض مرتزقة المالكي الذين كانوا يتصورون بأن أبناء هذه المحافظة سيرضخون للأمر الواقع وسيكونون لقمة سائغة بأيديهم، ولكن أبطال المحافظة من الشرفاء أعلنوا ثورتهم واستطاعوا يوم 30/12/2013 من السيطرة الكاملة على مدينتي الرمادي والفلوجة.

2 - بعد انسحاب ما يطلق عليه (الجيش العراقي) من هاتين المدينتين، قامت بمحاصرتهما وبمنع دخول كافة المواد الغذائية والوقود.. الخ.

3 – يوم 1/1/14 فوجئنا بمشاهدة، وعلى كافة الفضائيات، القوات التابعة لـ(داعش) ولـ(القاعدة) تجوب هاتين المدينتين بسيارات حديثة وبملثمين مع أسلحة متطورة جدا بالمقارنة مع ما كنا نشاهده من الأسلحة والمعدات التابعة لجيش العشائر الذي كان قد فرض سيطرته على هاتين المدينتين.

ثانياً: كيف دخلت قوات (داعش) و(القاعدة) إلى مدينتي الرمادي والفلوجة؟

يعلم الجميع بأن القوات المشار لها كانت متواجدة في صحراء الانبار وإن المالكي وقواته ادعت، في الأيام الأخيرة، بأنها تريد القضاء عليها.

ولكن وبصورة مفاجئة نراها تتجول بحرية في المدينتين المشار لهما وقيامهم بحرق كافة مقرات الشرطة المحلية والتي لم يتعرض لها نهائيا ثوار العشائر.

ثالثاً: كيف دخلت هذه القوات ومن أين جاءت؟ وأين كانت قبل سيطرة قوات العشائر على هاتين المدينتين؟

لقد ذكرنا سابقا بأن القوات العسكرية طوقت هاتين المدينتين ومنعت دخول أية مواد غذائية إذن كيف استطاعت هذه القوات وبهذا الكم الهائل والسيارات والأسلحة من التسلل! لهاتين المدينتين؟

نحن مقتنعون قناعة تامة بأن قوات المالكي هي التي سمحت لـ(داعش) و(القاعدة) بدخول الرمادي والفلوجة لضرب عصفورين بحجر، كما يقال:

أ - لتوقعهم باحتمال حدوث معارك بين جيش العشائر وبين هذه القوات الطارئة والمالكي وأعوانه يعلمون جيدا بأن جيش العشائر ليس لديه أسلحة ومعدات كافية للقضاء على (القاعدة) و(داعش) ولكن في حالة وقوع مصادمات فسيكون المستفيد الأول والأخير هي حكومة المالكي. ووفق قناعتنا فإن جناح (داعش) و(القاعدة) الذي دخل هاتين المدينتين هم من المرتبطين بنظام الملالي في طهران وبالنتيجة بحكومة المالكي.

ب – في حالة سيطرة قوات (داعش) و(القاعدة) وانسحاب جيش العشائر ستعطى الفرصة لـ(الجيش العراقي) بالتدخل، وحسب قناعتنا فسوف يسمح لعناصر (داعش) و(القاعدة) بالخروج بسلام من المدينتين، وربما سيتم قتل قسما منهم من الذين لا يتبعون لـ(ولاية الفقيه) ليقال بأن (الجيش العراقي) استطاع تحرير المدينتين من براثن التكفيريين!!!.

وفي هذا المجال يحلو لنا ذكر ما طرحه العميل أبو ريشه في (الحصاد - الشرقية) مساء 1/1/14. والذي طلب من جيش العشائر الانسحاب كليا لتقوم (قوات الصحوة) مع الشرطة المحلية وبالتعاون مع الجيش بطرد (القاعدة) و(داعش) من المدينتين المذكورتين.

رابعاً: ما هو الحل؟

ليس من السهولة طرح حل سحري في مقال بسيط، ولكننا سنحاول.

1 - الحل المؤقت لتنظيف المدينتين من القوات الطارئة والتي تشكل الضيف الثقيل وغير المتوقع، خصوصا من قبل ثوار الانبار. فنرى أن يتم التنسيق بين جيش العشائر وكافة العراقيين الشرفاء مع الشرطة المحلية لطرد (داعش) و(القاعدة) من الرمادي والفلوجة.

ولكن قد يوجه لنا سؤال هل ستسمح السلطات المحلية العميلة، والأغلبية من (الحزب الإسلامي) بذلك؟ وهي نفسها التي تآمرت على رفع الخيام؟ نقول من المؤكد لا ولكن على الثائرين التعاون مع بعض رجال السلطة المحلية الذين يتم إقناعهم بأن هذا الحل هو أفضل وسيلة، وبأقل الخسائر لتنظيف هاتين المدينتين.

2 - إعلان الثورة الكبرى.

وهنا نطالب بالارتقاء بالمقاومة، من كونها مناطقية أو فئوية، لتكون ثورة كل العراقيين وذلك بالمطالبة ليس فقط بتنفيذ المطالب الـ(14) ولا حتى بإسقاط حكومة المالكي بل أن تنطلق بأهداف وطنية عامة.

أ - أي أن تطالب بإلغاء كافة ما غرسه ونماه المحتل وأعوانه ابتداء بـ(الدستور) وانتهاء بالعملية السياسية والمحاصصة، لأن الإبقاء عليها أدى وسيؤدي إلى تعميق الانشطارات والانشقاقات الطولية والعرضية بين أبناء شعبنا الموحد.

ب - التنسيق مع كافة المخلصين لعراقنا الحبيب من شماله إلى جنوبه لبلورة مشروع يحافظ على وحدة العراق ويقيه من التمزق الذي يعانيه الآن.

ج – العمل على تصفية كافة الكتائب (المليشيات) التابعة والممولة من دول أخرى. والقضاء على كافة الحركات التكفيرية سواء كانت تنطق باسم السنة أو الشيعة مع حصر السلاح بيد القوات المسلحة والتي يجب إعادة هيكلتها لتمثل كافة العراقيين الشرفاء والمخلصين لوطنهم.

وفق الله كافة المخلصين لوطننا وأمتنا بتضافرهم. وقد قال سبحانه وتعالى ((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ...)).

1/1/2014

* دكتور في القانون محام عراقي سابق وكاتب وصحافي مقيم في فرنسا

Abdulilah.alrawi@club-internet.fr

تجدون كافة مقالاتنا التي نشرت بعد الغزو على:

http://iraqrawi.blogspot.com