دراسة مُسربة من أروقة البنتاغون!

فوزية رشيد

في الآونة الأخيرة زادت التسريبات التي (توضح ماهية المخطط)، الذي يقضي بتفتيت الدول العربية، بعضها يأتي من أروقة المخابرات الأمريكية، وأخرى من مصادر مخابراتية عربية، باتت على اطلاع بما يحاك لها في الخفاء، بعد سقوط حكم "الإخوان" في مصر، ازدادت (الكشوفات والوثائق) التي وقعت في أيدي المخابرات والنيابة العامة المصرية، حول نوع وحجم المخطط، الذي تم وضعه لكامل المنطقة العربية، ومصر بؤرة أساسية فيها، ونعتقد أن الأجهزة الأمنية في دول الخليج، (تمتلك بدورها وثائق هامة) تدل على حجم تورط من يتم استخدامهم داخل وخارج أراضيها، لتنفيذ المخطط التفتيتي لدولها، وأن لم تكشف عنها كما تفعل مصر اليوم في ظل الحياد الإعلامي! بينما مصر، وهي تحاكم الرئيس الإخواني (مرسي) في قضية تخابر مع جهات متعددة بينها المخابرات الأمريكية، بما أطلق عليه "محاكمة القرن" وكشفت وستكشف أكثر فأكثر.

في دراسة خطير مُسرّبة من أروقة (البنتاغون) تم الكشف، عن وجود المخطط، الذي يقضي بتفتيت الدول العربية قبل 2015، وهو المخطط الذي أصبحت غالبية الشعوب العربية تعرفه وتردده، و(باتت اليوم التسريبات المخابراتية تؤكده)!

تتكون الدراسة من جزئين أحدهما من (1736 صفحة) تحتوي على تشخيص دقيق لأوضاع الدول العربية بما فيها (دول الخليج)، فيما الجزء الآخر يقوم على (1955 صفحة) تحتوي على أهم الأبحاث والدراسات والتوصيات، التي أجريت وفقاً للتحليلات الميدانية المرفقة بالتقارير المذكورة، والتي قامت بها معاهد وجامعات سياسية ومراكز عسكرية ومراكز البحث الاستراتيجي، لتصل في النهاية إلى وضع المقترحات والسيناريوهات المفترض تطبيقها على مراحل إلى حين الوصول إلى الهدف الذي هو تفتيت الدول العربية!

وفي بحث مكون من (432 صفحة) داخل الدراسة تم وضع المقترحات لتفتيت الجيوش العربية تمهيداً لاحتلال بلادها كآخر خطوة لاحقة، ومنها الجيش المصري والجيش والسوري والجيش السعودي بعد أن تم القضاء على الجيش العراقي، والعمل على تحييد الجيش الباكستاني، والإشارة إلى أن الجيش السوري، قد فقد قوته بالفعل بما يتخطى 70% حتى نهاية فبراير 2013. وكان التكتيك المراد لتفتيت الجيش المصري، من خلال افتعال ما يدخله في مواجهة مع شعبه، وكان الاعتماد على حكم "الإخوان" في ذلك! عبر اختلاق ما يشكل جيشاً من المتطرفين في (سيناء) وداخل المدن المصرية، يتم خلال عشرة أشهر (مقترحة) تفتيت الجيش المصري من خلاله، وهو السيناريو الذي ينتظر التبديل حتما بعد سقوط حكم "الإخوان" وصلابة الجيش المصري في مواجهة الميليشيات الإرهابية في سيناء، مما أفشل مؤقتاً، ونتمنى إلى الأبد، هذا المخطط بما يخص جمهورية مصر العربية وكل المنطقة.

وحول آليات تفتيت (الجيش السعودي)، واعتمادا على التحالف الأمريكي/الإيراني الاستراتيجي الجديد، فان إيران مخطط لها عبر جيشها، أن تدخل في مواجهة مباشرة مع (الجيش السعودي) بمساعدة حرب الشوارع، التي تم التخطيط لها أيضا لتنطلق ضده من اليمن والبحرين والمنطقة الشرقية، وتهدف هذه الحرب إلى (تفتيت الجيش السعودي بشكل كامل) فيما الجيش الإيراني يعاد تشكيله وفق السيناريو المطروح!

وضعت الدراسة أكثر من (69 سيناريو) متوقعا لمواجهة شعوب المنطقة على مدار (750 يوما) متلاحقة، قبل تقسيم المنطقة العربية (العراق، سوريا، مصر، السعودية والسودان وغيرها) إلى دويلات وولايات بحجم الإمارات وقطر والكويت.

أغرب ما في الدراسة أن واضعيها يراهنون على تحقيق النجاحات المتتالية مع قصر المدة، ويعزون ذلك إلى سببين:

الأول: وجود انقسام إيديولوجي وفكري وعرقي وطائفي وصل إلى حد (التجذر) لدى شعوب المنطقة، وبالطبع وفق سيناريوهات سابقة تم تطبيقها للوصول إلى ذلك.

الثاني: وهو الأخطر، الرهان على أسماء شخصيات سياسية وعسكرية ورجال أعمال ولوبيات محددة موثوق بها من قبل شعوبها داخل مصر وسوريا وداخل الخليج! تقوم بالمساعدة بطرق مباشرة وغير مباشرة لتحقيق الهدف الذي هو التفتيت!

وتصف الدراسة المرحلة الراهنة للمنطقة العربية بأنها الأنسب للهجوم، في ظل تخمة شديدة لبعض الدول! وانشغال بعضها الآخر في شأنها الداخلي، مثلما أشارت الدراسة إلى توقعات، ردات الفعل حال تقسيم العالم العربي إلى دويلات منها الدولة الكردية والعلوية والدرزية ومناطق للمسيحيين و"الولايات الشيعية"! إلى جانب وضع جديد (للكعبة) و(المسجد النبوي) يشبه وضع الفاتيكان! وردات الفعل المتوقعة تجاه هذا ستكون في نظرهم من الشعب التركي والاندونيسي والباكستاني مع إغفال العرب!

وبين ما حوته الدراسة (600 صفحة) لطرق وأساليب (تخدير الشعوب العربية) بشعارات (الربيع العربي) والثورات (والغزو الإعلامي) عن طريق أكثر من 38 قناة مرئية ومسموعة غير مواقع التواصل الاجتماعي.

أما التمويل فيأتي عبر بيع السلاح وبالاستنزافات التي ستدفع من بعض الدول ضد بعضها البعض، ومن أرصدة الدول (المجمدة) التي انتهى زعماؤها أو رجال أعمالها، بالإضافة إلى الميزانيات الافتراضية الموضوعة سلفا للهدف.

وتشير الدراسة إلى أن الحلول والسيناريوهات المطروحة فيها (توصي) بعدم تدخل الأطراف الأوروبية وأمريكا بشئون المنطقة بشكل مباشر إلى عام 2015 حيث ساعة الصفر للنقلة الجديدة!

ولا عزاء لمن لا يزال يُحاجج حتى اليوم بأن كل ذلك (نظرية المؤامرة) أي لا وجود لها، أو يقوم بتسخيف حجم المخطط ووصفه بالمبالغ فيه، فهنا دراسة مسرّبة من (البنتاغون) وآثارها كما هو مرسوم لها، نراه على أرض الواقع ونعاني منه كل يوم، وبما يخصنا فأن "الولايات الشيعية" المزمع إقامتها تفند لنا الكثير الكثير، مما نعرفه جيداً، وتسريبات (البنتاغون) وغيرها تؤكده كل يوم!

"أخبار الخليج" البحرين 27/2/2014