شاركوني متعة أقوال أعجبتني

جعفر عباس

تعجبني البلاغيات غير التقليدية، ربما لأنني درست البلاغة في المدرسة من طباق وجناس واستعارة مكنية وأخرى أوتوماتيكية، ورفضت جملة وتفصيلاً – حتى وإلمامي باللغة العربية نص نص – أن تلزمني المدرسة بالكتابة بأساليب أشخاص ماتوا قبل أكثر من ألف سنة، وقد أعربت أكثر من مرة عن إعجابي بقدرة البعض على إتيان تعابير وأقوال تخالف ما هو متداول أو متعارف عليه من حيل لغوية وبلاغيات وتلاعب بالألفاظ، ومن هؤلاء السيدة (ليليان كارتر) زوجة الرئيس الأمريكي الأسبق (جيمي كارتر) التي قالت "كلما سمعت عيالي يتشاجرون ندمت على أنني لست عانساً"، أما الساخر الأمريكي الأشهر (مارك توين) فقد قال ذات مرة لبعض أصدقائه: "وصفت هذه المرأة الأسبوع الماضي بأنها أقبح من رأيت، ثم التقيت بأختها مؤخراً وسحبت كلامي". وهو أيضا القائل: "إن نجاح الخطبة الجماهيرية يتوقف على حسن المقدمة وحسن الخاتمة وتقصير المسافة بينهما"، ومن أقواله الرائعة "تفادى قراءة أي كتاب عن الصحة فقد يتسبب خطأ مطبعي فيه في خسارتك لصحتك"! أما أجمل ما قاله فهو: "عندما كنت في الرابعة عشرة كان والدي أميّاً جاهلاً بحيث كنت أتضايق من وجوده قربي، وبعد أن بلغت الحادية والعشرين عجبت من تعلمه أشياء كثيرة خلال السبع سنوات الماضية"! وقال: "كتبي مثل الماء، بينما كتب الآخرين مثل النبيذ، وكل الناس تشرب الماء"! ويعجبني أيضاً قول لشخص نسيت اسمه: "نحب رمضان لأنه ضيف جميل لا يزورك سوى مرة واحدة في السنة". وعن الزواج قال الفيلسوف الإغريقي (سقراط) "عليك أن تتزوج في كل الأحوال، فلو وجدت زوجة طيبة ستكون سعيداً، أما إذا كانت سيئة فستكون فيلسوفاً". والكوميدي الأمريكي الراحل (غروشو ماركس) هو القائل: "تزوجت أمام قاض، ولكن فات عليّ الاستعانة بمحامٍ"!. وعلى ذكر الزواج هناك الطرفة الشائعة عن رئيس الحكومة البريطاني (ونستون تشرتشل) - وكان سكّيراً - الذي قالت له سيدة خلال حفل: "لو كنت زوجتك لوضعت لك السم في الكأس"، فرد عليها (تشرتشل): "ولو كنت زوجك لشربت الكأس المسموم". و(تشرتشل) هو القائل: "لا تجهد وترهق نفسك لتفادي الغواية/الإغراء لأنها ستتفاداك عندما تتقدم في السن"!. وهناك الرجل الذي شكا من أن زوجته تعاني من إعاقة في الكلام "تضطرها إلى التوقف بين الحين والآخر لالتقاط أنفاسها".

وإليك هذه المجموعة من الأقوال: النقود لا تشتري السعادة، ولكنها تسبب تعاسة من النوع الحميد!. حتى بلوغي سن الثالثة عشرة كنت أحسب أن اسمي هو (هس)، واكتشفت أنني كنت محظوظاً، لأن صديقاً لي أبلغني أنه كان يحسب أن (حمار) هو اسم الدلع الخاص به لكثرة ما استخدمه والده ومعلموه. أضمن طريقة لوقف التغير المناخي أو إبطائه هو عرض الأمر على البرلمان / المجلس الوطني / مجلس الشورى. يقولون إن الحياة تبدأ في الخمسين، قد يكون ذلك صحيحاً ولكن الأشياء الأخرى تبدأ في التساقط أو التمدد أو الانكماش في الخمسين. وعندما يصل الإنسان تلك المرحلة التي يحسب فيها كل خطوة يخطوها، يكون قد بلغ من الكبر درجة تجعله عاجزاً عن الذهاب إلى أي مكان. وعندما يقول أكثر من صديق: ما شاء الله عيني باردة، أنت ما زلت شباب!! فاعلم أنه راحت عليك، أي أن آثار الكبر صارت بادية عليك، فمثل هذا الكلام لا يقال لشخص شاب يستحق اللقب عن جدارة واستحقاق، بل يقال لك عندما تصل مرحلة (راحة عليك) من باب (البكش) لرفع المعنويات.

jafabbas19@gmail.com

14/1/2014