هذا كلام الزهراني وليس كلامي

جعفر عباس

عُرف أمل دنقل بشعره الغاضب، واشتهرت له على نحو خاص قصيدة (لا تصالح) التي كانت ردة فعله على "اتفاقيات كامب ديفيد" بين مصر وإسرائيل، ويبدو أن الشاعر السعودي، عبد المجيد الزهراني أكثر غضباً من دنقل، فقد استخدم لسانه (المتبرئ منه) ليحثنا على عدم التصالح، وليبصرنا بحقائق الأمور في حياتنا السياسية والاجتماعية والثقافية، ويسرني إبلاغه بأنني لن (أصالح) عملاً بتوجيهاته في ما يلي:

(دام غيرك / صار يتعشى لحم غزلان / وأنت تتعشى مطبّق / حيل مالح / لا تصالح / دام ثوبك ما هو مكوي / وناقص إزرارين ضاعت / ودام ما عندك ثمن تشري المشالح / لا تصالح!!).

يسلم لسانك يا عبد المجيد فلا معنى للتصالح بين الهامور والسردين، وقد ظللت احتفظ بقصاقيص من أراجيزه الغاضبة منذ سنوات، وأرددها لأصدقائي الأغنياء الذين يتساءلون لماذا لا ألبي دعواتهم أو أجالسهم كثيراً، ويبقى عزائي أنني وهُم، من حيث الانتماء نفس (النمونة):

(حط فقر

حط جوع

حط كم شاشة غبية

حط أغاني تافهة لأحلى صبية

حط ترشيح:.. أغلبية

......

تلقى دولة عربية!!).

في كلمات بسيطة ليس فيها (زيطة) أو (زمبليطة)، وغير متكلفة ويفهمها ساقط الابتدائية وحامل درجة الدكتوراة، لخص الزهراني حكايتنا وأخرس الشعراء المنافقين الذين يصورون حياتنا وكأننا سلفاً في جنات النعيم!! ولكنني أختلف معه في موضوع "مؤتمرات السلام" وأعتقد أنه غير مواكب وغير متعولم ومن فمك أدينك:

(قبل تبدأ مؤتمر قمة سلام

حط كم قارورة موية

حط كم منديل فاين

وأي مشروع أو كلام

جهز الصالة وكم كرسي

وكم واحد ينام!!".

هل هذا كلام يا عبد المجيد؟ ما فيها شيء إن كم واحد من الجماعة نائمون، طالما السلاح صاحي!! وشاعرنا الحكيم يقول: ناموا ولا تستيقظوا... ما فاز إلا النُّوَّم!! ثم إنك لا تعرف أن الأمور كلها (مترتبة)، ويسري عليها حكم صلاة الجنازة فهناك من يفكر ويقرر نيابة عنا، ولا بأس في أن ننام قريري الأعين طالما أن القرارات ستأتينا حارة من الفرن، ولولا الانتشار الوبائي للنوم في أوساطنا، مما يجعل موظفي القطاع العام في حالة إغفائة شبه دائمة، لانهارت أجهزتنا الحكومية، فنوم الظالم والعاجز عائده ايجابي!

وعلى كل حال أنصحك بعدم الخوض في السياسة وتفرغ للغزل وستصبح من المتصالحين، و(تطلع عليك الغناوي، وتحبك مشيرة، وبنات الجزيرة) كما قال أحمد فؤاد نجم! (فالغزل نوع من المدح، والمدح يؤكل عيشاً مستورداً، فتودع) المطبق.

وطاوعني يا عبد المجيد ولم لسانك ولا تتحرش بالأندية الأدبية وإلا أصدروا فرمانا يمنعك من تعاطي الشعر:

حط مجموعة كتب / حط قاعة / حط كلمة ربما / أو حيثما / أو ريثما / حط

كم واحد بيرطن عربي..... تلقى نادي أدبي!.

jafabbas19@gmail.com

8/1/2014