حوار مع الأستاذ عزالدين القوطالي منسّق اللجنة الإعلامية الوطنية لنصرة العراق فرع
الشهيد صدّام حسين في تونس
- المقاومة الوطنية العراقية خيار وطني تقدّمي وليس خيارا طائفيا مذهبياً
- من مصلحة الاحتلالين الأمريكي والإيراني أن يشوّها المقاومة الوطنية العراقية ويصوّرا الوضع على أنه صراع بين الشّعب العربي في العراق والجماعات التكفيرية الظلامية
- مسؤولية كلّ عربي حرّ وشريف أن يدعم نضال شعبنا في العراق من أجل تحرير البلاد من الغزاة والعملاء والطائفيين
"الواقع" - تونس (خاص) 18/1/2014
حاوره رياض عمايرة
س:
السؤال المطروح لماذا الآن وفي هذا الظرف بالتحديد يقع تأسيس هذه اللجنة ألا ترون
أنها جاءت متأخرة نوعا ما؟
ج: لا أعتقد ذلك باعتبار أنّ لكلّ مرحلة تاريخية أدواتها النضالية التي تستجيب لضرورات ما يقتضيه الواقع الميداني على الأرض وعلى سبيل المثال حينما عزمت قوى التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي على مهاجمة العراق سنة 1991 وسنة 2003 كنّا سبّاقين إلى بعث لجان محلية وجهوية لصدّ العدوان عن العراق وكانت مهمّة تلك اللجان هي تعبئة الرأي العام الوطني لهدف منع العدوان والتنديد بالمعتدين وفضح الأبعاد الحقيقية للغزو الاستعماري الجديد إضافة إلى توفير مستلزمات الضّغط الشعبي على النظام في تونس حتّى لا ينخرط في مشروع العدوان ويستجيب لإملاءات أنظمة الذلّ والعار العربية التي بحثت عن جرّ أكبر عدد ممكن من الأقطار العربية نحو توفير الغطاء العربي للعدوان.
أمّا الآن فإن الوضع مختلف تماماً إذ أصبح العراق محتلاّ احتلالاً كاملاً ومزدوجاً من طرف الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وقد تقاطعت مصالح هذه بتلك من أجل إسقاط الخيار القومي التقدّمي المقاوم والمدافع عن مصالح الأمة أولاً واقتسام النفوذ السياسي والاقتصادي في العراق المحتلّ ثانياً من خلال دعم وإسناد العصابات الطائفية المأجورة الحاكمة اليوم بالمنطقة الخضراء والتي سبق وأن جاءت الى العراق على ظهور الدبابات الأمريكية بعمائم إيرانية صفوية عنصرية حاقدة.
ولأنّ مشروع المقاومة الوطنية في العراق هو نقيض موضوعي لمشروع الاحتلال الأمريكي – الإيراني من حيث الأبعاد والمضامين والغايات فإنه من تحصيل الحاصل أن تعمد الولايات المتحدة وحلفائها والمتواطئين معها الى تشويه المقاومة الوطنية من خلال تقديمها الى الرأي العام الدولي باعتبارها مجرّد مجاميع إرهابية طائفية تستهدف استقرار العراق ونمائه ومن ثمّة خلق صورة نمطية لدى الرأي العام ووسائل الإعلام مفادها أن الصراع في العراق اليوم هو بين الدّولة والإرهاب مجسّدا في الجماعات التكفيرية. وهذا طبعا غير صحيح لأن المقاومة العراقية تحمل مشروعا وطنيا تقدميا يرفض المنطق الطائفي والمذهبي ويعادي بوضوح مشروع التقسيم والتفتيت ودليلنا في ذلك أن فصائل المقاومة وعلى رأسها جبهة الجهاد والتحرير بقيادة المناضل عزّة إبراهيم فيها من هو سنّي وفيها من هو شيعي وفيها من هو يزيدي وفيها من هو مسيحي بمعنى أنها جامعة لمختلف الطوائف العراقية تحت راية واحدة هي راية المقاومة والتحرير وطرد الانعزاليين والعملاء والخونة.
وقد رأيتم كيف تعاملت وسائل الإعلام العالمية والعربية وحتى الوطنية مع الأحداث الجارية في العراق اليوم إذ نجدها تردّد بصفة ببغائية ما تنشره وكالات الأنباء الأمريكية والإيرانية بالتحديد وتروّج لأكذوبة صنعت في أوكار الاستخبارات الأجنبية مفادها أنّ الحرب الدائرة في العراق هي حرب بين الشعب العراقي وتنظيم "القاعدة" في نسخته الجديدة المسمّاة بـ"داعش".
ولأن الحقيقة على الأرض تختلف جملة وتفصيلاً عمّا يروّجه الأمريكان والإيرانيون فإنه من المنطقي أن يلتقي الخيّرون من أجل فضح المؤامرة القديمة المتجددة وإنارة الرأي العام العالمي والقومي والوطني حول طبيعة الصراع في العراق والدور المحوري الذي تلعبه المقاومة الوطنية التقدمية والأهداف الحقيقية للنضال المزدوج لأبناء شعبنا هناك ضدّ الاحتلال وعملائه وضدّ العصابات التكفيرية الظلامية في الآن نفسه وهذا هو بالأساس سبب مبادرتنا إلى بعث اللجنة الإعلامية الوطنية لنصرة ودعم العراق في تونس.
س:
المفروض أن يكون هذا المشروع شاملاً لمختلف الأقطار العربية فهل لديكم نية للتنسيق
مع الإخوة العرب حول هذا الهدف؟
ج: أريد أن أوضّح أن مشروع اللجان الإعلامية لدعم العراق هو مشروع قومي وإنساني في ذات الوقت وقد تمّ بناءا على مبادرة من بعض الإعلاميين والسياسيين العرب وعلى رأسهم المفكّر والإعلامي العراقي الدكتور صلاح المختار الذي تفضّل مشكوراً بإعداد برنامج اللجان وتصوراتها وإجراء جميع الاتصالات الممكنة مع رموز الإعلام والصحافة في الوطن العربي والعالم من أجل المساهمة في هذا المشروع وقد تشكّلت للغرض لجنة مركزية مهمّتها التنسيق بين اللجان الوطنية التي تمّ إنشاؤها في الأقطار العربية وبعض الدول الأوروبية وكنّا في تونس سبّاقين إلى الانخراط في هذا العمل إيمانا منّا بنبل الأهداف وصدقية الغايات التي أنشئت من أجلها تلك اللجان وهو الأمر الذي يضعنا أمام مسؤولية مضاعفة تحتاج إلى مجهود كلّ الشرفاء من إعلاميين وحقوقيين وسياسيين في تونس حتّى نقوم بدورنا على أكمل وجه وحتّى نقدّم الحدّ الأدنى المطلوب لخدمة أبناء شعبنا الصامد في العراق المحتلّ وفضح الاحتلال وعملائه ووكلائه في الوطن العربي كله.
س: ألا
ترى أن القوميين في تونس غير منسجمين حول هذه المسألة بالذّات وهذا من شأنه أن يعيق
عمل اللجنة على مستوى القطر؟
ج: نحن قلنا إنّ اللجنة الإعلامية الوطنية لا تحمل لوناً سياسياً معيّناً وليس من مصلحتها أصلاً أن تحمل لوناً سياسياً ذلك أنّ أهدافها تستوعب جميع الطّيف السياسي التونسي قوميين وماركسيين وإسلاميين ومن أراد الانخراط في هذا الجهد على قاعدة الأرضية المركزية فمرحبا به نضعه فوق رؤوسنا وعلى أكتافنا وعلى الجميع أن يدرك أنه إذا لم نتوحّد على موضوع كهذا فإننا لن نتوحّد أبداً إذ لا يختلف إثنان حول عمق معاناة أبناء شعبنا في العراق بسبب الاحتلال كما لا يمكن أن تتناقض المواقف حول طبيعة النظام الحاكم الآن في المنطقة الخضراء وأنا شخصياً أستغرب كيف يمكن لقومي عربي أن يرفض المشاركة في هذا المشروع بل وأكثر من ذلك يسمح لنفسه بأن يرفع الأعلام الإيرانية علناً وبدون حياء وكأنه نسي أو تناسى أن إيران هي جزء من مشروع الاحتلال في العراق إضافة إلى أنها تعتبر دولة محتلّة لأرضنا العربية في الأحواز والجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وعلى العموم فإن القطار قد انطلق ولن ينتظر أحداً فمن أراد الالتحاق فأهلاً وسهلاً ومرحباً به ومن أراد التخلّف فبيننا وبينه التاريخ.