ديمقراطية بلا أرداف

من مؤخرة كاردشيان إلى خصر دينا إلى حرارة أحضان هيفاء في "حلاوة الروح"، يستطيع المواطن العربي أن يحدد اهتماماته الحقيقية بعيدا عن كوارث السياسة ومشاكل الاقتصاد.

الحبيب الأسود

لا شيء في بلاد العرب يغني أهلها عن ملاحقة اهتماماتهم الأثيرة، فعلى المواقع الإخبارية، ورغم كل ما يقال عن مخاطر الخراب والإرهاب والتقسيم والتدمير التي تحدق بالأمة، لا تزال مؤخرة كيم كاردشيان تحظى بأكبر نسبة اهتمام، تليها قصة الزواج العرفي بين أحمد عز وزينة، فموضوع المشاهد الساخنة لفيلم هيفاء وهبي الجديد، فخبر دعوة هيفاء لكاظم الساهر إلى أن يكون حبيبها.

ويحظى فيديو "العثور على نمر مكة مسلوخاً" بأعلى نسبة مشاهدة رغم أن هناك عمليات سلخ يومي للدول والبشر، ربما باتت لكثرتها لا تحرّك ساكناً في نفوس أبناء قومنا.

وينتظر العرب الحدث الحضاري والثقافي العظيم وهو تدشين برنامج الرقص الشرقي للراقصة دينا نظراً لما سيمثّله من تحول جذري في التعامل مع قضية قومية مصيرية وهي قضية تراجع مستوى الرقص الشرقي، وخصوصاً بعد ظهور الدخيلة على الميدان صافيناز التي هزّت القلوب بهزّة خصرها، ونثرت المشاعر بتناثر شعرها، وبعد ما فعلته قناة "الفلول" للراقصة سما المصري من جدل تجاوز الجدل حول سدّ النهضة وخارطة الانتقال السياسي.

ثم هاهي الراقصة المغربية اللهلوبة حكيمة العروسي تقود حملة ضد مشروع دينا الريادي وتقول لها "أنا أهمّ منك بسمعتي العالمية ورصيدي الدولي وتاريخي النضالي في مربعات الرقص". كل ذلك لأن دينا تجرّأت ودعت حكيمة للمشاركة في برنامجها كمتنافسة مع الهاويات، لا كمحكّمة في لجنة إسناد الأعداد.

ومن مؤخرة كاردشيان إلى خصر دينا إلى حرارة أحضان هيفاء في "حلاوة الروح" إلى مدارس الـ"فيسبوك"، يستطيع المواطن العربي أن يحدد اهتماماته الحقيقية بعيداً عن كوارث السياسة ومشاكل الاقتصاد وخزعبلات "الجزيرة" وفتاوى الدعاة، أما "الربيع العربي" فلا زهور له، أما "الديمقراطية" فلا أرداف لها، أما الأحزاب فلا أنس في اجتماعاتها وخطب زعمائها، أما مشاهد الخراب اليومي فتصيب الرجال بما يهدد خصوبتهم، أما أخبار الفضائيات والصفحات الأولى للجرائد فتدفع إلى اعتماد (الفياغرا) في مواجهة الواجب الأسري، لذلك فالبعد عنها غنيمة، والتركيز على ما عداها أفضل.

"العرب" لندن 3/3/2014