ظلم الجمهورية التي تدعي الإسلام
تمارس إيران أبشع صور التمييز العنصري مع عرب الأحواز، حيث تسعى إلى تهجيرهم من مناطقهم إلى مناطق فارسية لكي يخالطوا الفرس وتطمس هويتهم العربية.
مشعل النامي
تدعي إيران بأن نهجها إسلامي مما يجعلها تقرن الإسلام باسمها، والإسلام منها ومن أفعالها براء، وإذا ما سلطنا الضوء على الأحواز فقط، سنكتشف مدى الظلم الواقع هناك من قبل نظام ينتسب إلى الإسلام وهو منه براء.
من المعلوم أن إمارة الأحواز العربية المحتلة ذات أكثرية شيعية، لذلك فقد أيد الأحوازيون الثورة الخمينية لأنها رفعت شعار الدين، ظناً منهم أنها ستتمسك بتعاليمه وتعطيهم كافة حقوقهم.
فتوجه وفد من الأحواز مكون من 30 شخصاً يحملون معهم 12 مطلباً هي أبرز مطالب الشعب الأحوازي الذي قبل أن يبقى تحت ظل نظام الثورة الخمينية، وفي اللقاء لم يتحدث الخميني بكلمة عربية واحدة رغم أنه يجيد اللغة العربية تماماً، وكان رد الخميني على مطالبهم بأن أرسل إليهم المجرم أحمد مدني الذي ارتكب مجزرة المحمرة وعبادان الشهيرة التي راح ضحيتها 600 أحوازي قصفاً بالمدفعية والطائرات العمودية، إضافة إلى مئات المعتقلين.
تمارس إيران أبشع صور التمييز العنصري مع عرب الأحواز، حيث تسعى إلى تهجيرهم من مناطقهم إلى مناطق أخرى فارسية لكي يخالطوا الفرس فتُطمس هويتهم العربية، ولم يتم إعمار المدن والقرى الأحوازية الحدودية مع العراق بعد أن دُمّرت بفعل الحرب العراقية الإيرانية بهدف إجبارهم على الانتقال إلى مناطق أخرى، وتم حرق عشرة آلاف نخلة من النخل المملوك للشعب الأحوازي لذات السبب.
تطبع في الأحواز أكثر من 30 صحيفة ونشرة ليس منها أية مطبوعة عربية، كما لم ينصّب على الأحواز أي حاكم عربي منذ أن تم احتلالها. وتنص المادة 15 من الدستور الإيراني على أن لكل قومية الحق بأن تدرس لغتها الأم إلى جانب اللغة الفارسية في المدارس الحكومية، ولكن هذا يحدث مع كل القوميات ما عدا العرب الأحواز، كما تم تحويل أسماء المدن الأحوازية إلى أسماء فارسية بعد أن كانت عربية.
وتنتج إيران ثلاثة ملايين برميل من النفط الأحوازي يوميا ويمثل ذلك 70 بالمئة من الناتج النفطي الإيراني، كما أن أكبر مصفاة للنفط في العالم تقع في مدينة عبادان الأحوازية، بالإضافة إلى أن إيران تنقل المياه العذبة من الأحواز إلى قم ورفسنجان، بينما يشرب الشعب الأحوازي من مياه الشط المالحة.
وعلى الرغم من هذه الثروات الأحوازية إلا أنه وبإقرار من السلطات الإيرانية فإن 20 بالمئة من الشعب الأحوازي ليسوا فقراء فحسب، وإنما تحت خط الفقر، ونرى نحن في الكويت أن الأحوازيين المنتمين إلى هذا الإقليم الغني تقتصر أعمالهم على غسيل السيارات وحمل الخضار في سوق الخضار وحراسة البنايات، أي أنهم يعملون بوظائف متدنية وهم أبناء الأحواز الغنية.
وقد قامت قوات الجمهورية التي تدعي بأنها إسلامية باعتقال بعض الشباب الأحوازي الذين تظاهروا قبل ثلاثة أسابيع، فوجدهم أهاليهم مقتولين في نهر كارون والأغلال في أيديهم من الخلف.
هذا قليل من ظلم الجمهورية التي تدعي الإسلام للشعب الذي ينتمي إلى نفس مذهبها الديني، والذي ساهم في إسقاط الشاه وقيام ثورتهم البائسة، فماذا سيتوقع أن يكون موقفها من الشعب السوري الذي لا ينتمي إلى دينها ولا إلى عرقها؟
- كاتب صحفي كويتي
"العرب" لندن 3/3/2014