كلمة الدكتور عبد المجيد الرافعي في الذكرى الثامنة لوفاة المناضل بدر الدين مدثر
-
الرفيق علي الريح السنهوري عضو القيادة القومية للحزب أمين سر قيادة قطر السودان
لحزب البعث العربي الاشتراكي.
-
الرفاق أعضاء القيادة القطرية
-
الرفاق كوادر الحزب وكافة مناضليه،
-
الحضور الكريم
كم كنت أود، أن أكون حاضراً معكم، لنكحل عيوننا برؤية هذه الوجنات الطيبة، وفي مناسبة عزيزة، هي مناسبة إحياء الذكرى الثامنة لوفاة رفقينا المناضل عضو القيادة القومية للحزب بدر الدين مدثر، الذي عشنا معه حلو الأيام ومرها، وفارقنا في وقت مبكر، وهو في ذروة عطائه النضالي على الصعد السياسية والفكرية، مدركين مساحة الفراغ الذي تركه في ساحة النضال ضمن آليات العمل الحزبي المؤسساتي، وضمن فعاليات العمل الجماهيري بكل تعبيراته.
حقاً، لقد ترك الرفيق بدر الدين فراغاً، لكن هذا الفراغ شكل تحدياً لرفاقه على المستويين الوطني والقومي، ببذل جهد إضافي لملء هذا الفراغ، وحتى تبقى مسيرة الحزب، الذي أغناها بتجربته الطويلة، مسيرة صاعدة، واعدة، على طريق تحقيق أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية.
إن إحياء هذه المناسبة، بقدر ما يشكل تكريماً لواحد من مناضلي الحزب والحركة الوطنية السودانية، فإنه من خلال تكريمه، يكرم كل المناضلين الذين ساروا درب الجلجلة، انتصاراً للحق القومي، وانتصاراً لقضايا الجماهير وتوقها نحو التحرر والانعتاق وإنهاء كل أشكال الاستلاب الاجتماعي والوطني.
إنه من خلال تكريم رفيقنا بدر الدين مدثر، إنما يكرم كل شهداء الحزب الذين سقطوا وهم يؤدون واجبهم النضالي وأخرهم الشهيد البطل صلاح مدثر السنهوري، كما يكرم كل الرفاق، الذين حولوا اعتقالهم وحجز حرياتهم، إلى اعتقال للنظام ضمن مأزقه السياسي.
من خلال تكريم الرموز والمناضلين البعثيين فإنما يكرم كل المناضلين الوطنيين، الذي جمعتهم وحزبنا إطارات العمل الوطني المشترك، لحماية وحدة السودان وعروبته وإقامة النظام الوطني الديموقراطي الذي يقوم على قاعدة الفصل بين السلطات والتعددية السياسية ضمن ثوابت الموقف الوطني الذي يحمي المقومات الوطنية الأساسية.
من خلال هذا التكريم، يكرم هذا الحراك الشعبي الذي انطلق تحت شعار إنجاز التغيير بوسائل التعبير الديموقراطي في محاكاة شعبية للانتفاضات الشعبية العربية ذات الطابع الثوري والتي انطلقت في العديد من الأقطار العربية لإسقاط نظم الفساد والإفساد والاستبداد والقمع والارتهان للخارج الإقليمي والدولي.
وإذا كان هذا الحراك قد واجه صعوبات وتحديات داخلية وخارجية، ومحاولات لاختراقه والإطباق عليه وحرفه عن مساره الوطني استجابة لأجندات إقليمية ودولية، إلا أننا لعلى ثقة أكيدة، بأن هذا الحراك سيدفع باتجاه إعادة هيكلية الحياة السياسية في الوطن العربي، بما يفتح الآفاق أمام تغيير جدي في البنى السياسية القائمة، وبما يلبي الشروط الأساسية لإقامة نظم المواطنة الشاملة عبر دولة مدنية تؤكد على مبدأ المساواة وإقامة مجتمع تكافؤ الفرص، وإعادة شد الواقع العربي إلى مركزية أهدافه الأساسية في مسار النضال القومي وفي الطليعة منها قضية فلسطين.
هذه القضية، التي تحاصر من الداخل والمداخل، هي أكثر من قضية سياسية، لأنها قضية الحق القومي في أرض مغتصبة يريدون إسقاط هويتها الوطنية مقدمة لاسقاط هوية الأمة القومية،وهنا فإن فك الحصار عن مقاومة شعب فلسطين كما عن ثورة شعب العراق هو مسؤولية قومية ،لأن امتنا العربية لا يمكنها ان تنتصر على اعدائها المتعددي المشارب والمواقع إلا باحتضان فعلها المقاوم وإطلاق الكفاح الشعبي بكل أشكاله ، ومده بكل اشكال الدعم والإسناد.
أيتها
الأخوات، أيها الأخوة
أيتها
الرفيقات، أيها الرفاق
إننا في هذه المناسبة، نقول أن رفيقنا العزيز وان فارقنا جسداً، إلا أن طيفه لا يفارق حراكنا، وهو بما كان يجسده من منظومة قيمية، إنما دخل في تفاصيل حياة رفاقه الذين عايشوه وتواصلوا معه، ومنه استمدوا العزم والتصميم على إكمال المسيرة النضالية، التي وضع لبناتها الأولى الرفاق الأوائل أن على مستوى السودان وان على مساحة الوطن العربي الكبير، وهذا ما يعطي دليلاً إضافياً، بأن هذا القطر العربي، ليس غنياً بثرواته الطبيعية وحسب، بل غناه الأهم هو في ثروته الإنسانية وحيث يشكل المناضلون الوطنيون ورفيقنا الذي نحي ذكراه الثامنة حالات رمزية دائمة الحضور في الوجدان الشعبي السوداني.
وإذ أنقل إليكم تحيات كافة الرفاق في الوطن العربي الكبير، نقول لكم، إن المسيرة النضالية التي أغنى رفيقنا العزيز معطياتها، تستمر متوهجة، لأن حركة الثورة العربية، التي مرت بمحطات عديدة، تستقر اليوم بشكل رئيسي وتجدد شخصيتها في ثورة العراق المنطلقة تحت شعار إسقاط إفرازات الاحتلال الأميركي الأصيل والاحتلال الإيراني الرديف، وحتى يعود العراق الذي عرفتموه حراً عربياً موحداً ديموقراطياً.
فالعراق الذي أحبه رفيقنا العزيز، كما أحب السودان، انطلاقاً من رؤيته القومية الشاملة، بدأ الصفحة الثانية التي يخط عليها الرسم البياني لعراق المستقبل، عراق العروبة والوحدة، عراق التقدم والبناء، عراق فلسطين، عراق شهيد الحج الأكبر القائد صدام حسين، عراق عشرات الألوف من الشهداء والمعتقلين الذين يواجهون جلادي ما يسمى بأطراف العملية السياسية والذين يعملون بتوجيه وإشراف الثنائي الأميركي – الإيراني.
ولن تطول الأيام، حتى ترون أن شمس العروبة ستعود لتغطي بأضوائها كل الأرض العربية من مشرق الوطن العربي إلى مغربه.
إن خير تكريم للأوفياء، الشهداء منهم والأحباء، هو أن تبقى الراية التي رفعت انتصاراً لقضايا الأمة والجماهير، مرفوعة، مرفرفة فوق الساريات العربية، ترشد من يضل الطريق، إلى حيث يجب أن ترمى المراسي لتوفير ركائز الاستقرار للأمن القومي بكل مضامينه.
تحية لكم جميعاً، تحية للشهداء الذين سقطوا دفاعاً عن عروبة السودان ووحدته وتحوله الديموقراطي،
تحية للحراك الشعبي وقواه الوطنية،
تحية لصاحب الذكرى وكل الرفاق وفي كل المستويات،
تحية للشهداء من أمتنا العربية، تحية لشهداء لبنان والعراق وفلسطين،
تحية لشعب العراق الثائر، وثورته الوطنية، وقيادتها وعلى رأسها الرفيق المناضل الأمين العام للحزب، عزة إبراهيم الدوري،
تحية روح القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق،
وإلى روح الشهيد القائد صدام حسين،
تحية للمعتقلين والأسرى في سجون العدو الصهيوني والأنظمة المرتهنة في العراق والحرية لهم وفي الطليعة منهم الرفيقان طارق عزيز وعبد الغني عبد الغفور،
والعهد أن نبقى أوفياء على العهد لتحقيق أهداف أمتنا في الوحدة والحرية والاشتراكية.
عشتم
وعاش السودان وعاشت فلسطين وثورة العراق
عاش
البعث العظيم
رفيقكم د. عبد المجيد الرافعي
نائب
الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي
رئيس حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي
25/1/2014