هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون

سلام الشماع

أيها الكتاب الوطنيون لا تقولوا (عراق) بعد الآن، فثمة من يعيركم بوطنيتكم. أولئك الذين ينساقون وراء عواطف ساذجة وضيقة لا تعترف بالوطن، وتملأ رؤوسهم أوهام تخدعهم أن العراقيين أشتاتا مجزئين إلى طوائف وأعراق، فيهاجمون كل من أمامهم ويتهمونه بالعمالة للمجوس.

وما دامت الأمور وصلت إلى التخوين ومن أناس كانوا أعزاء وآمل أن يراجعوا أنفسهم ليبقوا أعزاء لا أفقدهم فإني رداً على من قال منهم إننا نضع أنفسنا في خانة المجوس ونحاول تكميم الأفواه وعدم السماح لهم بقول الحق متذرعين (أي نحن) بالوطنية والخوف على وحدة الشعب، و(اللحمة الوطنية والقومية والحياتية والحساب والقراءة الخلدونية ووووو..).

أقول، رداً على هذا النفر، لعن الله الطائفية والطائفيين الذين سيفقدوننا وطناً أجمل وأغلى وأكرم وأقدس من الطوائف كلها، وأسأل هذا النفر: هل تفقهون إلى أي درك سحيق تريدون أن تهبطوا بالعراق؟

ويسألنا هذا النفر ساخراً عن (أية لحمة وطنية وشحمة قومية وعظام عنصرية تتحدثون وأنتم تمنعونا "الصحيح تمنعوننا" من قول الحق والجهر به..!؟)

ونجيبه أننا لا نؤمن بغير الأمة والعراق ونعرف أن هذا الشعب الحي لا يختصر بطائفيين لا ينظرون أبعد من أنوفهم، وكفاكم أيها الطائفيون خلطاً للأوراق وسيراً وراء من جاء بهم الاحتلال، وإذا لم تفقهوا ماذا تفعلون، فإننا نقول لكم إنكم كما العملاء الذين جاء بهم الاحتلال تريدون أن تؤججوا الطائفية في شعبنا، وإذا كان أولئك صريحو العداوة للوطن والشعب، فأنتم أخطر منهم لأنكم تدعون المقاومة والحرص على الوطن وتنفثون سمومكم الطائفية، فأنتم ومن جاء به المحتل سواء.

وينسبنا هذا النفر الطائفي إلى طائفيين مثلهم ونحن براء منهم جميعاً ومن كل طائفي خسيس، وكل طائفي لابد أن يكون خسيساً حكماً.

نحن ندافع عن عراق واحد وهم يدافعون عن طوائف شتى لا تساوي قلامة ظفر إذا لم يحتضنها بلد.

وأريد أن أسأل هذا الصديق عن نيته الأولى عندما قاوم الاحتلال؟ هل قاومه لأنه أراد الدفاع عن العراق أم الطائفة؟

هل عرض نفسه إلى الاعتقال في أبي غريب من أجل العراقيين أم من أجل جزء منهم؟

ثم لماذا ارتفعت نبرته الطائفية في وقت يجب أن يكون هو في مقدمة من يحارب هذه النبرة النتنة الحقيرة بصفته مقاوماً للاحتلال والشعب ثائر على الطائفيين؟

هو يدعونا أن نجلس في بيوتنا، ونحن نقول له إن الأولى أن تجلس أنت وأمثالك في بيوتكم حتى ينهي العراقيون تحرير البلد ثم تعالوا من مهجركم القطبي الذي تؤججون منه الطائفية، ولكن قبل أن تدخلوا العراق ارموا بعقليتكم هذه في مهاجركم ولا تنسوا أن تتوضأوا قبل الدخول إلى محراب الوطن.

تتهمنا بالمجوسية لأننا نريد وحدة العراق وشعبه، فلأنت أشد عداوة للوطن من المجوس أنفسهم بمحاولتك تأجيج الطائفية.

بصراحة، لم تخف عني، منذ زمن، عقليتك الطائفية هذه، وكنت أنت تخفيها تحت ستار المقاومة، ولكني متفاجئ من إعلانها بصراحة الآن، في وقت ندعو شعبنا للوحدة ومواجهة إفرازات الاحتلال وأقزامه من الطائفيين الذين دربتهم إيران ورعاهم الاحتلال الأمريكي ورماهم على شعبنا ليمزقوا لحمته، وها أنت تفعل مثلما يفعلون وتصر على أنك مقاوم.. مقاوم لمن؟.. لوطنك؟.. لشعبك؟.. أم أنت تريد الفوز بقطعة من هذا الوطن وجزء من هذا الشعب؟

أيها العراقيون أعانكم الله فأنتم تحاربون على جبهات خطرة عدة في آن واحد، تحاربون من أفرزه المحتل من عصابة مرتبطة بإيران ارتدت ثوب التشيع وراحت تؤجج أحقاداً طائفية لا أساس لها، وتحاربون من تابعهم من مروجين للطائفية مرتدين ثوب التسنن، وهؤلاء وهؤلاء خطر عليكم ويسيرون بكم إلى الهلاك، وثورتكم المباركة يجب أن تحاربهما جميعاً، ولكن الله ناصركم وهو معينكم لأنكم تدافعون عن الوطن كله ولأنكم جميع، فانتظروا نصر الله والفتح فهو قريب قريب وأقرب مما تتخيلون.

1/2/2014