العراق باق وأعداؤه زائلون

سلام الشماع

ليتهمني من يتهمني بأني داعشي ولكني أقول ما أؤمن به وليذهب إلى الجحيم صانع خدعة "داعش".

أنا على ثقة تامة أن ثوار العشائر سينتصرون فهم لم يذهبوا إلى المالكي أو جنوده ليقتلوهم ولكن المالكي وجنوده جاءوا إليهم ليقتلوهم وينتهكوا أعراضهم وإنسانيتهم.

ويقول المالكي إنه ذاهب بقواته ليقتل "داعش" وفي كل يوم يعلن أنه قتل من "داعش" ما لم يقتله عنترة بن شداد طوال حياته، ولكننا لم نسمع بياناً واحداً من "داعش"، التي يصورها لنا على أنها تنظيم إرهابي يستهدف العالم كله ويريد أن يخلق الفوضى ويشعل الحرائق في جميع بقاع الكرة الأرضية، م نسمع من "داعش" بياناً واحداً يؤكد أو ينفي ما يقوله المالكي. مما ينفي وجود "داعش" ويبين أن المالكي ذهب إلى الأنبار ليقتل أبناء شعبنا هناك بدوافع طائفية بحت وتحت ستار خدعة مفضوحة اسمها "داعش".

وقال المالكي للمرجعيات الدينية كلها: تنحي جانباً وأنا مكانك، وجلس يفتي ويقسم العراقيين إلى أبناء يزيد وأبناء الحسين. ألم يقل إن أهل الأنبار، ويعني أهل السنة كلهم، هم "أبناء يزيد" وإنه وحزبه والطائفيين من أمثاله "أبناء الحسين" عليه السلام؟ ومتى كان الحسين طائفياً؟. ولو كان - حاشاه - هل كان العالم كله يحتفي بذكراه بعد 1400 سنة، وهل كان سيتخذه مناراً ونبراساً؟.

ويريد المالكي جاهداً أن يقنعنا أن مسلمين عراقيين عشنا معهم وعاشوا معنا وتصاهرنا معهم وتصاهروا معنا وآخونا وآخيناهم ودافعوا عنا ودافعنا عنهم وصلوا بصلاتنا وصلينا بصلاتهم وعادوا مرضانا وعدنا مرضاهم ومشوا في جنائزنا ومشينا في جنائزهم وأكلوا من قدورنا وأكلنا من قدورهم وانتخوا لنا وانتخينا لهم، يريد أن يقنعنا أنهم "أبناء يزيد" وأن علينا محاربتهم وإبادتهم، بل ذهب إلى أكثر من هذا عندما وصفهم بأنهم "كفرة"! ألم يقل إن معركته مع أهل الأنبار هي "معركة الإيمان مع الكفر"!، ويريد أن يوهمنا أن العراق للشيعة ما داموا هم الأغلبية، ونسي أو تناسى أن العراقيين، لا الشيعة، هم الأغلبية وأنه وجماعته الطائفيين من هذه الأحزاب الطائفية العفنة، من "حزب الدعوة" إلى "المجلس الأعلى" إلى "الحزب الإسلامي" مروراً بـ"حزب الفضيلة" و"الإخوان" ومن لف لفهم وحذا حذوهم، هم الأقلية في بحر الأكثرية العراقية. فماذا يريد هذا الذي يفتخر بأنه قاتل ضد العراق مع إيران في حرب الثماني سنوات، بل ماذا يريد الطائفيون وإلى أين يريدون أن يصلوا بالعراق أكثر من هذه الوهدة التي ما هبط إليها في تاريخه كله؟

ويقول المالكي إنه ذهب إلى صحراء الأنبار ليحارب "الإرهاب وداعش"، (دعشه) البين، لكنه سرعان ما ارتد إلى مدن الأنبار ليقتل أهلها.. قاتله الله ما أكذبه.

هل نسي أنه من حزب إرهابي؟.. هل نسي أن "حزب الدعوة" هو أول من سلك طريق التفخيخ وتفجير الناس وكل ما حرمه الله وشرائع السماء والأرض؟

في قضية الأنبار كلها لم يلفت فكري شيء قدر ما لفته الصمت المطبق لمرجعية النجف. ترى هل يطابق فكرها فكر المالكي؟.. أم، وهي الحصيفة، جازت عليها الخدعة الداعشية للمالكي؟

فإذا كان فكر المرجعية الحالية يطابق فكر المالكي فلماذا لم يخبرونا من قبل؟ وإذا تكون خدعة المالكي جازت عليها، فكيف يمكننا الوثوق بمرجعية تجوز عليها خدع مفضوحة؟

الأنباريون عراقيون وهو لا يقاتلون إلا من يقاتلهم ولا يعتدون إلا على من يعتدي عليهم، وهم إن قتلوا عراقياً مخدوعاً هجم عليهم ليعتدي عليهم فهم معذورون مرتين: مرة لقوله تعالى: ((فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم))، ومرة أنهم التمسوا من اخوانهم في العراق كله أن يسحبوا من قوات المالكي أبناءهم بالنصيحة أو الطلب أو بأي صفة أخرى، فهم إذن لا تثريب عليهم ولا لوم.

السنة لا يسكنون بيتاً مستأجراً لكي يبدلوه ببيت آخر ويبتعدوا عن بقية أخوتهم، بل يسكنون وطنهم لذلك سيظلون مدى الدهر على هذه الأرض ويظل الآخرون عليها، ولكن الزائل هو الفتنة وأهلها، والفيروسات الفتاكة القاتلة التي جاء بها الاحتلال، وهذه الحقيقة يجب أن يفهمها الجميع وخصوصاً العقلاء، ويعملوا على الوقوف بوجه الفتنة وأهلها، بوجه الغرباء الذين ما عرفناهم إلا بعد الاحتلال، بوجه العملية السياسية التي جاءت بهم، وليثق الجميع أن العراق باق وعوامل الفتنة زائلة وأن العراقيين باقون وأعداءهم هم الزائلون.

12/1/2014