وزيرة إعلام البحرين تؤكد لا وساطات خارجية في مسألة الحوار ولكن هناك إرهاب من الخارج يمارس بأيدٍ محلية
اعتبرت سميرة إبراهيم بن رجب وزيرة الدولة لشؤون الإعلام المتحدث الرسمي باسم الحكومة أن مبادرة جلالة العاهل المفدى للحوار تعكس إيمان البحرين المطلق بأن الحوار ولغة التفاهم والعقل هي الأساس للوصول إلى التفاهمات المشتركة حول القضايا الخلافية، مؤكدة أن ما طُرح من آراء وأفكار حتى الآن لا يعدو أن يكون مشاورات الهدف منها الوصول إلى توافقات عامة رئيسية.
وقالت الوزيرة سميرة بنت رجب في حديث لصحيفة «الشرق الأوسط» الصادرة أمس إن مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء للاجتماع مع أطياف القوى المؤثرة على الساحة، والتي أُطلقت قبل أيام بمبادرة شجاعة من جلالة العاهل المفدى، لم تفاجئ المراقبين ولا الشارع، وذلك لأن هذه هي المرة الرابعة التي تعرض فيها الحكومة الحوار، ما يؤكد نهجها الراسخ والقائم على أن باب الحوار سيبقى مفتوحاً، وأنه الوسيلة المثلى لتأكيد قيم التعايش البحريني الثابتة منذ آلاف السنين.
وأشارت إلى أنه من الطبيعي أن يكون لكل القوى السياسية مطالبها التي يمكن فتح باب النقاش حولها، مؤكدة أن المبادرة مازالت في مراحلها الأولى، وأن الهدف حتى الآن الجلوس على مائدة التفاوض وإجراء مشاورات ثنائية بين جميع الأطراف وبشكل معلن وشفاف، وذلك للوصول إلى أرضية يتفق عليها جميع الأطراف بشأن قضايا كانت ومازالت موضع اهتمام الساحة وعلى رأسها السلطة التشريعية والتنفيذية والدوائر الانتخابية والأمن للجميع، وهي المواضيع التي لم يكن يوما مرفوضا مناقشتها، ولم يكن هناك قلق أمني بشأنها.
ورأت الوزيرة أن هناك أياد خفية تلعب بشكل سيئ، في إشارة إلى أن هناك إرهابا ممنهجا يمارس بالداخل بأيد محلية، ويأتي من الخارج، وأنه لا خوف على البحرين من ذلك لأن الجهات الأمنية تتصدى له وتواجهه بأسلوب هادئ حفاظا على موروثات المجتمع من أمن واستقرار، ونفت في الوقت ذاته الحديث عن وجود وساطات من الخارج في شأن بحريني صرف كالحوار، وأن ما يجري حتى اللحظة ما هو إلا مشاورات طبيعية وأولية بين الأطراف يسبق في العادة الحوار الفعلي والجاد، الأمر الذي يؤكد سعي الحكومة وإصرارها على إنجاحه مهما لزم الأمر.
وأكدت الوزيرة أن التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية البحرينية بدأ منذ زمن ليس بقصير، مشيرة إلى أن هناك العديد من الأدلة الملموسة على ذلك، وهو أمر مستمر ولم يتوقف، وأن ما تطلبه البحرين ليس أكثر من إيقاف هذا التدخل، استنادا إلى قيم الإسلام والعلاقات التاريخية، وإقامة علاقات جيدة تعتمد حسن الجوار، وهي السياسة العامة التي تعتمدها المملكة مع كل الدول.
وفيما يتعلق بالمستجدات التي تشهدها الاستراتيجية الإعلامية البحرينية، أكدت الوزيرة أنه منذ تسلمها الوزارة في ديسمبر 2012، تم وضع خطة استراتيجية واضحة لتطوير الإعلام الرسمي في المملكة على أسس مهنية، من خلال هيئة شؤون الإعلام، وشكلت فريقا شبابيا متكاملا أغلبهم من خريجي الجامعات البحرينية، وذلك لوضع استراتيجية تلبي حاجاتنا ومتطلباتنا، وقد تم البدء في تنفيذها فعليا، كما تم تجهيز عناصر قوية لإدارة المؤسسات الإعلامية الجديدة، مشيرة إلى ان احد أهم أسس هذه الاستراتيجية الإعلامية الوطنية هو مخاطبة الإعلام الخارجي والوصول إليه، وان ما حدث من تطورات على هذا الصعيد يعد نقلة نوعية في مجال تطوير الإعلام وتراكم المعرفة وإنشاء فريق قادر لمواجهة التحديات من أجل تحسين صورة البحرين أمام العالم كما هو الحال في السابق.
وقالت إن البحرين ومنذ عام 2011 وهي تقوم بخطوات إصلاحية جبارة، وخاصة على الصعيد السياسي، وذلك بقيادة عاهل البحرين، الذي فتح أبواب الحريات الصحفية والإعلامية من أوسع الأبواب لأول مرة، مشيرة إلى أن قانون عام 2002 الذي ينظم المشهد الإعلامي حاليا لم يلب الحاجات المطلوبة، لكن مع التطورات والمستجدات في الإعلام، فإن هناك حاجة إلى تطوير كبير على القانون الحالي، وقد تم تأسيس مؤسسة إعلامية جديدة تحت مسمى الهيئة العليا للإعلام والاتصالات تهتم بمستوى الإعلام بشكل مهني وهي شبيهة بالمؤسسات أو المنظمات الإعلامية في الغرب، وذلك لتنظيم الشأن الإعلامي الوطني.
وذكرت أنه منذ صدور قانون الصحافة لم يحبس صحفي واحد في البحرين حتى الآن، مشيرة إلى ضرورة إصدار قانون جديد يتواكب مع الإصلاح ويلبي طموح الإعلاميين اليوم، وأكدت أنه لم يوقف أي صحفي كتب عمود رأي مخالف لرأي تتبناه أو رأي الحكومة، وذلك لأن حرية الرأي مكفولة بحسب الدستور، مشيرة إلى أنها ضد الكتابات الطائفية، وأنه لم يقدم أي صحفي أو كاتب عمود للمحاكمة.
وأضافت أن السياسات الإعلامية ترسم من قبل المعنيين في الشأن الإعلامي، وأن الوزارة في البحرين قياسا بدول أخرى تقدم الاستراتيجية الإعلامية ويجري إقرارها من قبل مجلس الوزراء ويجري تنفيذها تدريجياً، وأنه من الطبيعي إجراء بعض التعديلات عليها تبعا للظروف أو لما تمر به البحرين أو العالم من أحداث ولكن لا أحد يتدخل في أمور أو تفاصيل دقيقة.
وقالت وزير الدولة لشؤون الاعلام إن ما حدث في بعض الدول العربية لم يكن ربيعاً، وهو أمر أعدت التأكيد عليه اكثر من مرة، مشيرة إلى أن الشرق الأوسط مقبل على عقد جديد، وأن ما يحدث هو مرحلة ما بعد العراق، وكتبت كثيراً في هذا الموضوع قبل أن أصبح وزيرة، واعتبرت أن أي نظام عربي سيتغير الآن سيكون لصالح التيار أو النظام الديني وسيكون نزيفا مستمرا للأمة العربية.
22/1/2014