خطوط الدفاع الأولى كما حددها الأمير خليفة

السيد زهره

في كل مجالس سمو الأمير خليفة بن سلمان رئيس الوزراء، لا هم يشغل سموه إلا البحرين.. حاضرها ومستقبلها، وكيف تواجه الصعاب والتحديات وتمضي مسيرتها قدما إلى الأمام. لا شيء يشغل سموه الا شعب البحرين وأحواله وطموحاته وآماله.

وفي مجلس سموه أمس الأول، كان حديث الأمير خليفة بن سلمان حديث الثقة بالنفس، وبالوطن والشعب، وحديث الأمل في المستقبل الأفضل.

كان محور حديث سموه هو ما شهدته البحرين قبل ثلاث سنوات، ودروس ما جرى، وما يعنيه ذلك ويترتب عليه.

وانطلاقا من رؤية واضحة، قدم سموه تقييما لما جرى، وما وصلت إليه البحرين اليوم، ولرهاناتها على المستقبل وللدفاع عن تجربتها ومنجزاتها.

الرؤية التي قدمها سمو الأمير خليفة بن سلمان في مجلسه، يجب ان يتوقف عندها الكل ويتأملها جيدا.

هذه الرؤية يمكن تحديد عنوانها العام وفلسفتها العامة فيما يسميه سموه باستمرار «خطوط الدفاع الأولى» عن البحرين.

ونستطيع ان نحدد ملامح هذه الرؤية كما طرحها سموه في خمسة جوانب:

أولاً: ان البحرين تعرضت قبل ثلاث سنوات لمؤامرة باتت أبعادها معروفة، وكانت تهدف الى هدم منجزات الوطن، بل وهدم أسس ومقومات الدولة والمجتمع.

الأمر المهم هنا الذي نبه اليه سمو الأمير خليفة انه برغم ان البحرين تمكنت بحمد الله من افشال هذه المؤامرة، فإننا يجب ان نعي ان هذه المؤامرة لم تنته، بل مازالت مستمرة، ومازالت هناك قوى في الخارج والداخل تستهدف البحرين وتخطط لذلك.

ثانياً: انه على الرغم من هذا.. على الرغم من استمرار التآمر على البحرين واستهدافها وضرورة أن نعي ذلك، فليس هذا هو الجانب الذي يجب أن يستنزف قوانا وجهودنا واهتماماتنا.

سبب ذلك في رأي سمو الأمير خليفة، أن ما يهمنا أساساً والذي يجب أن يكون موضع كل الاهتمام والجهد، هو الجبهة الداخلية في البحرين. فطالما كانت هذه الجبهة قوية ومتماسكة وصلبة، فلسوف تتمكن البحرين دوما من افشال أي مخططات وأي مؤامرات. طالما أن هذه الجبهة الداخلية صلبة، فلن تستطيع أي قوة أن تجد ثغرات داخلية تتيح لها تنفيذ مخططاتها.

ثالثاً: أنه في كل الأحوال، وكإحدى الضرورات الكبرى للدفاع عن البحرين، فأننا يجب ألا ننسى ما جرى للبلاد. يجب ألا يغيب عن الذاكرة العامة ما كان يراد للبحرين ويخطط لها.

وفي نفس الوقت، يجب ألا ننسى أيضاً صلابة شعب البحرين وما أظهره من ارادة وقدرة على هزيمة المؤامرة والدفاع عن البلاد.

وحين يطرح سموه هذا الجانب بضرورة ألا ننسى ما جرى، فذلك لأن هناك دروسا اساسية يجب تعلمها، وهذه الدروس ترتب بدورها مهاما ومواقف وطنية يجب التمسك بها الآن ومستقبلاً.

رابعاً: أنه في كل الأحوال أيضاً، يجب ان يؤمن الجميع بأن البحرين قوية وقادرة.. قوية بقدرات شعبها وإمكانياته. هذه القدرات والإمكانيات التي اظهرها الشعب بما حققه في الماضي من انجازات وضعت البحرين في موضع الريادة الحضارية في المنطقة. وهذه القدرات التي تتجلى اليوم في الانجازات التي تحققها البحرين في كل المجالات. وهذه القدرات التي اظهرها الشعب في التصدي للمؤامرة والدفاع عن الوطن والحفاظ عليه.

خامساً: وفي المحصلة النهائية، كما قال سمو الأمير خليفة بن سلمان، أن أول وأكبر خط للدفاع عن البحرين ومنجزاتها وحاضرها ومستقبلها هو الشعب.

هو شعب البحرين بوعيه وتماسكه، وبقدراته، وبإرادته الصلبة وإصراره على الدفاع عن البحرين في مواجهة أي مخططات، وعلى الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها.

هذه هي الملامح العامة للرؤية لـ(خطوط الدفاع الأولى) عن البحرين، كما قدمها سمو الأمير خليفة بن سلمان.

وهذه الرؤية تجسد كما ذكرت الثقة في النفس، وفي الشعب وفي قدرته على مواجهة التحديات وحماية الوطن والدفاع عنه.

وهي رؤية تحدد في نفس الوقت جوهر المهام والمواقف الوطنية المطلوبة الآن للدفاع عن البحرين وحمايتها.

والذي يجب أن نسجله هنا هو أن مثل هذه الرؤية التي قدمها سمو الأمير خليفة بن سلمان، بأبعادها هذه، هي في حد ذاتها وبترجمتها والتمسك بها، أحد أكبر خطوط الدفاع الأولى عن البحرين.

12/2/2014