رغم أنف إيران وعملائها

السيد زهره

النظام الإيراني لا يترك أي مناسبة إلا ويؤكد فيها أنه نظام كاذب، يتنفس الكذب كما يتنفس الهواء. لا يترك مناسبة إلا ويؤكد فيها أنه نظام حاقد شرير لا يكن للبحرين ودول الخليج العربية، والعرب جميعا في الحقيقة، إلا مشاعر الكراهية العنصرية، والعداء والحقد، والنوايا الخبيثة.

البعض انخدع للأسف بالرئيس الإيراني روحاني، وانطلت عليه تصريحاته التي تحدث فيها مراراً عن حرص إيران على أن تقيم علاقات جيدة مع دول الخليج العربية المجاورة، وعن أن إيران لا تتدخل في الشئون الداخلية لجيرانها، وأنها تعتزم العمل على إزالة الخلافات بما يحقق المصالح المشتركة، وما شابه ذلك.

البعض تصور أن إيران يمكن أن تنصلح وأن تراعي فعلاً علاقات الجوار، وأن تكف عن تدخلاتها وأدوراها التخريبية التي تلعبها.

مراراً وتكراراً كتبنا وقلنا أن هذا النظام كاذب ومخادع، وأن شيئاً لم يتغير على الإطلاق لا في استراتيجية إيران، ولا في نواياها العدوانية تجاه البحرين ودول الخليج العربية.

مراراً وتكراراً نبهنا إلى أنه، وعلى عكس ما يتصور البعض، فأن إيران تقوم حساباتها اليوم على أن الظروف أصبحت مواتية لها أكثر للمضي قدماً في العمل على تحقيق مخططاتها العدوانية تجاه دول المنطقة.

السبب في ذلك ببساطة أن النظام الإيراني يتصور أن التطورات الأخيرة، وخصوصاً فيما يتعلق بالتقارب مع أمريكا والدول الغربية، يقوي مكانته، ويطلق يده هو والقوى العميلة له للمضي قدماً في أدواره التخريبية في المنطقة، وفي استراتيجيته العدوانية تجاه دول الخليج العربية.

على ضوء هذا، ليس غريباً ما تابعناه قبل أيام. نعني أن يخرج المرشد الإيراني خامنئي ويدس أنفه، ويتدخل بشكل فج سافر وسمج في شئون البحرين، ويتحدث فيما لا يعنيه ولا يخصه أو يخص بلاده. ليس هذا فحسب، بل يحرض عملاءه علناً على المضي قدماً في مواصلة ما يقومون به من أعمال، هي أعمال عنف وإرهاب، طائفية إجرامية تهدف إلى تقويض الدولة والنظام.

وحين رد وزير خارجية البحرين على خامنئي، وبشكل هادئ ومهذب، كان لدى النظام الإيراني من البجاحة والصفاقة ما يجعله هو الذي يحتج.

خامنئي لم يتورع عن هذا، والنظام الإيراني يتخذ هذا الموقف العدائي السافر من البحرين، لأن هذا هو طبعه المتأصل، وهذه هي أهدافه ونواياه الخبيثة.

طبع هذا النظام المتأصل أنه نظام طائفي عنصري راع للإرهاب في المنطقة العربية كلها.

وأهداف هذا النظام الخبيثة باتت معروفة. يريد إغراق البحرين وكل دول الخليج العربية في الفوضى والصراعات الطائفية، ويتصور أن بإمكانه وبإمكان عملائه الطائفيين في المنطقة أن يقوضوا نظم الحكم الوطنية في دول الخليج العربية، ويفسحوا المجال أمام هيمنة يحلم بها في المنطقة.

جانب مهم جداً لا بد أن نتوقف عنده يفسر هذا السفور الإيراني في إعلان موقفه المعادي للبحرين والمتآمر عليها، على الرغم من كل الدعاوى الكاذبة لروحاني وأركان نظامه بالاعتدال والرغبة في علاقات حسن الجوار.

السبب هو أن النظام الإيراني يشعر بالخيبة والخذلان والهزيمة لفشله وفشل عملائه في البحرين في تحقيق أي من أهدافهم ومخططاتهم.

النظام الإيراني يشعر بالخيبة والهزيمة لأن عملاءه في البحرين انفضحوا وانفضحت حقيقتهم ونواياهم وأهدافهم. هم الآن عراة أمام العالم كله. هم الآن أمام العالم مجرد قوة طائفية حاقدة على الدولة والمجتمع لا علاقة لهم لا بديمقراطية ولا بإصلاح.

حتى القوى الأجنبية التي تتعاطف معهم، كأمريكا مثلاً، تعلم عنهم هذا، وتدعمهم لهذا السبب بالذاتك، لأنهم قوة تدمير طائفي حاقدة.

النظام الإيراني يشعر بالخيبة والهزيمة لأنه رغم كل الدعم الذي قدمه لعملائه، والدعم الذي قدمته قوى أجنبية أخرى مثل أمريكا وغيرها، ورغم كل أعمال العنف والإرهاب التي لجأوا إليها، فقد فشلوا فشلاً ذريعاً وسقطوا سقوطاً مدوياً.

النظام الإيراني يشعر بالخيبة والهزيمة لأن البحرين أثبتت، بقيادتها وشعبها ودعم أشقائها، أنها قوية قادرة على هزيمة أي مؤامرة، وعلى الدفاع عن نظامها الوطني وعن شعبها وثوابتها العروبية الوطنية.

الذي يجب أن يعلمه خامنئي وروحاني وكل أركان النظام الإيراني هو أنهم مهما فعلوا، ومهما حرضوا على الإرهاب الطائفي، ومهما قدموا من دعم إلى عملائهم، فأنهم هم وعملاؤهم لن يستطيعوا أبداً تحقيق أي من اهدافهم أو مخططاتهم في البحرين.

لتعلم إيران وعملاءها أن مؤامرتهم الطائفية في البحرين فشلت وانتهى أمرها إلى غير رجعة، وأن الشعب الذي ألحق الهزيمة بهم وبمؤامرتهم قادر مع قيادته على الحاق الهزيمة بأي مؤامرة أخرى.

رغم أنف إيران وعملائها، ستبقى البحرين العربية الحرة دوما قوية وقادرة، قوية وقادرة بقيادتها وشعبها، ولن يستطيع أبداً أن ينال منها لا نظام عنصري طائفي حاقد، ولا عملاء خونة يتآمرون على وطنهم.

17/2/2014