"خطباء جهنم" المجرمون القتلة

السيد زهره

الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب حذر في مقابلة مع التلفزيون المصري قبل أيام من "خطباء ودعاة جهنم".

ويقصد بهؤلاء الخطباء والدعاة الذين يحرضون على العنف والإرهاب، والذين يضللون أتباعهم ويدعونهم إلى الخروج في وجه الدولة والشعب بالسلاح، وباستخدام العنف والإرهاب.

الإمام الأكبر قال أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي حذرنا من الاستماع إلى هؤلاء الدعاة والخطباء، وقال فيهم: "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها".

وقال الإمام الأكبر إن أمثال هؤلاء، وكل من يحرض الإرهابيين ويدعمهم، سواء كان دعماً مادياً أو معنوياً أو بأي صورة أو شكل، هم "شركاء قي جرائم القتل النكراء، وسيلقون ربهم وأيديهم ملطخة بالدماء وقتلة، مهما برروا وخدعونا بكلامهم".

وأضاف الإمام الأكبر أيضاً: "أن الذين يطلبون من أتباعهم وأنصارهم، ويحرضوهم على الخروج بالسلاح في وجه شعوبهم، هؤلاء شركاء في جرائم القتل ذاتها، وقد شاركوا القتلة والمجرمين والإرهابيين بسبب نداءاتهم، ولا نقول ذلك من عند أنفسنا، فالقرآن والسنة بينا كل شيء. وفي الحديث الشريف "من أعان على قتل مؤمن بشطر كلمة جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله".

بطبيعة الحال، حين تحدث الإمام الأكبر على هذا النحو، فقد كان يتحدث أساساً عما تشهده مصر من أعمال عنف وإرهاب إجرامية. من قتل للأبرياء إلى أعمال حرق وتخريب وتدمير. لكنه بالطبع، كان يتحدث في نفس الوقت عن ظاهرة عامة تشهدها الكثير من الدول العربية والإسلامية في الوقت الحاضر، وعن خطباء ودعاة لجهنم موجودون في كثير من الدول.

ولا نحسب أننا بحاجة إلى القول أن البحرين هي أكثر بلد عربي عانى طوال السنوات الماضية، ومازال يعاني، من خطباء ودعاة جهنم هؤلاء الذين هم مجرمون وقتلة بحكم مشاركتهم الأصلية في جرائم العنف والإرهاب التي شهدتها وتشهدها البلاد.

الذين يحرضون منذ سنوات وبلا توقف على الطائفية، ويسعون لتكريس المشاعر والمواقف الطائفية لدى أتباعهم، ويربون أتباعهم على الكراهية والحقد الطائفي، هم خطباء جهنم.

الخطباء والدعاة الذين يحرضون علناً ومباشرة على ارتكاب أعمال العنف والإرهاب في البحرين، وعلى استهداف رجال الأمن وترويع المواطنين، هم خطباء جهنم.

الخطباء والدعاة الذين يوجدون المبررات والذرائع لأعمال العنف والإرهاب، أو حتى يحجمون عن إدانتها صراحة، هم خطباء جهنم.

هؤلاء جميعاً في البحرين، وسواء كانوا رجال دين أو رجال سياسة، يريدون أبشع صور الشر للدولة وللمجتمع كله.

هؤلاء يريدون، وعن عمد تام، أن يلقوا بالمجتمع والدولة في جهنم، جهنم الطائفية والانقسام، وجهنم العنف والإرهاب والفوضى وعدم الاستقرار والدمار والخراب.

هؤلاء جميعاً في البحرين، هم كما قال الإمام الأكبر شركاء في كل جرائم العنف والإرهاب التي يشهدها المجتمع. ومسئولية هؤلاء لا تقل أبداً عن مسئولية المجرمين والإرهابيين الذين ينفذون هذه العمليات مباشرة.

بل أن مسئولية هؤلاء هي في حقيقة الأمر اكبر وأشنع من مسئولية المجرمين المباشرين، ذلك انه من دون تحريض هؤلاء على العنف والإرهاب ودعمهم لهذه الأعمال، ما كان لها أن تقع.

ولنا أن نسأل هنا مثلاً، الشرطي الشهيد الذي فقد حياته وهو يؤدي واجبه في العملية الإرهابية في الدير قبل أيام، من المسئول عن جريمة قتله البشعة؟

المسئول أساساً هم خطباء ودعاة جهنم هؤلاء. هم القتلة والمجرمون قبل أي أحد آخر. أيادي هؤلاء ملطخة بدماء هذا الشرطي الشهيد.

هؤلاء أعانوا على هذا القتل، وعلى أعمال العنف والإرهاب في البلاد عموماً، ليس بشطر كلمة كما قال الرسول الكريم، ولكن بسيل بشع لا يتوقف مستمر منذ سنوات من الخطب والأحاديث والتصريحات التي تشجع صراحة على كل هذا العنف والإرهاب والقتل، وتبارك ارتكابها.

هؤلاء لا يراعون ديناً ولا حرمة لدم أو لمجتمع او لوطن.

الأمر الغريب في البحرين أن خطباء ودعاة جهنم هؤلاء معروفون بالأسماء، ودورهم الإجرامي موثق بالتفصيل، وكل من في المجتمع على علم كامل بهم وبما يفعلونه.

ومع ذلك، وعلى الرغم من بشاعة ما يفعلونه، فإنهم جميعاً طلقاء لا أحد يحاسبهم، أو يوقفهم عند حدهم ويحمي المجتمع والدولة من إجرامهم وشرهم.

الأمر الغريب أنه لأسباب غير مفهومة، لا تقوم السلطات المسئولة بتطبيق القانون على هؤلاء، وتتعامل معهم كما لو كانوا يتمتعون بحصانة ضد أي حساب أو ملاحقة أو عقاب.

حقيقة الأمر أنها جريمة في حد ذاتها أن يظل خطباء جهنم القتلة المجرمون هؤلاء هكذا من دون ملاحقة أو عقاب. هي جريمة، لأن هذا التراخي يشجع هو نفسه على استمرار العنف والإرهاب.

وفي كل الأحوال، الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً للجميع أنه من دون وضع حد لجرائم خطباء جهنم هؤلاء التي تركبونها من على المنابر الدينية والسياسية، فلن يتوقف العنف والإرهاب في المجتمع.

19/2/2014