خطر إيران وتواطؤ أوباما.. آراء ومواقف أمريكية

السيد زهره

ذكرت في مقال سابق أن الفترة القليلة الماضية، شهدت نشر عدد كبير من الباحثين والمحللين الأمريكيين تحليلات ينتقدون فيها بشدة توجه إدارة الرئيس الأمريكي أوباما لعقد صفقة مع إيران، وينتقدون تستر أمريكا على الدور التخريبي الذي تلعبه إيران في المنطقة، ويعتبرون أن هذا التوجه يمثل خطراً شديداً ليس على دول المنطقة فقط، وإنما على المصالح الأمريكية ذاتها.

وكمثال لهذه الكتابات، سنعرض باختصار ما كتبه أربعة من كبار الباحثين والمحللين الأمريكيين في الأيام القليلة الماضية، في تحليلين مطولين.

المحللان مايكل جوردان واريك شميتجان، كتبا تحليلا مطولا عن سياسة أوباما الجديدة تجاه إيران، والاتفاقية الأخيرة بين القوى الكبرى وإيران. وقالا إن هذا التوجه من أوباما يلقى معارضة شديدة من قطاعات واسعة في أمريكا، وخصوصا في الكونجرس الذي يصر الكثير من أعضائه على فرض عقوبات جديدة على إيران.

وينقل الكاتبان تصريحات مطولة أدلى بها لهما مسئولون أمريكيون في أجهزة مخابرات ودبلوماسيون ومسئولون في الحكومة.

هؤلاء المسئولون الأمريكيون ينتقدون إدارة أوباما ويقولون إنه في الوقت الذي ينفتح فيه أوباما على إيران ويسعى إلى التفاهم معها على هذا النحو، فإنه يتجاهل تماما ما تقوم به إيران من سعي مستمر إلى توسيع نفوذها في الشرق الأوسط، عبر قيام «فيلق القدس» التابع للحرس الثوري بإمداد القوى التابعة لإيران في المنطقة بالسلاح، وأحيانا بالمقاتلين، للقيام بأنشطة وأدوار، الغرب نفسه يعتبرها تقويضا للاستقرار في دول مثل سوريا والبحرين واليمن.

وتطرق هؤلاء المسئولون الأمريكيون بالتفصيل إلى ما تقوم به إيران في سوريا وفي اليمن وفي البحرين.

قالوا إنه في اليمن، تواصل إيران امداد المتمردين الحوثيين الذين يحاربون الحكومة اليمنية بالأسلحة، ومعظم هذه الأسلحة يتم تهريبها إلى اليمن في قوارب صغيرة من الصعب اكتشافها وضبطها وسط آلاف من السفن التجارية وسفن الصيد في الخليج. ويشيرون إلى أنه بحسب تقديرات المسئولين الأمريكيين، فإن السلطات اليمنية تكتشف واحدا فقط من كل عشرة قوارب محملة بالأسلحة ترسلها إيران إلى اليمن.

وعن البحرين، يقول المسئولون الأمريكيون إنه من المعروف أن إيران تحتفظ بعلاقات مع عدة جماعات شيعية، وأن بعض هذه الجماعات هي التي قامت بتنفيذ هجمات ضد رجال الأمن في البحرين وأعمال عنف.

ويشير هؤلاء المسئولون إلى التفاصيل التي أعلنتها السلطات في البحرين مؤخرا من ضبط قارب يحمل أسلحة ومواد متفجرة قادمة من العراق، والأسلحة مكتوب عليها «صنع في سوريا». ويشيرون إلى أن الشخصين البحرينيين اللذين تم ضبطهما في هذا القارب اعترفا بتلقي تدريبات على يد الحرس الثوري في إيران، وبتوجيهات من شخصيات بحرينية معارضة مقيمة في إيران.

الذي يريد أن يقوله هؤلاء المسئولون الأمريكيون كما هو واضح ان سياسة أوباما ليس لها من نتيجة سوى إطلاق يد إيران ودورها التخريبي في المنطقة وتهديد أمن واستقرار دولها، وخصوا البحرين واليمن وسوريا.

التحليل الآخر في الاتجاه نفسه كتبه اثنان من كبار الباحثين الأمريكيين هما، مايكل دوران من معهد بروكنجز، وماكس بوت من (مجلس العلاقات الخارجية).

في تحليلهما يوجهان انتقادات عنيفة إلى إدارة أوباما وسياستها تجاه إيران ويحذران من خطرها الشديد.

يقولان إن إدارة أوباما تزعم أن انفتاحها على إيران يمكن أن يقود إلى أن تلعب إيران دورا في استقرار الشرق الأوسط، وان أوباما يراهن على تحالفه مع إيران والقوى الشيعية الحليفة لها في المنطقة. ويعتبران ان هذا التقدير خاطئ، وان هذا الرهان فاشل، وأن سياسة أوباما هذه ستقود إلى نتائج خطيرة بالنسبة إلى المنطقة، وبالنسبة إلى أمريكا نفسها.

ويذكر الباحثان أن أطماع إيران في المنطقة وسعيها إلى الهيمنة على مقدراتها لم يتغير فيها شيء ومازالت كما هي، ولا شيء تغير في عهد روحاني. بل بالعكس، يشير الباحثان إلى أنه في عهد روحاني، قامت إيران بزيادة دعمها للجماعات الشيعية التابعة لها في المنطقة مثل حزب الله وغيره. ويذكران في هذا السياق أيضا المعلومات الأخيرة التي كشفت عنها البحرين المتعلقة بالأسلحة التي حاولوا تهريبها إلى القوى الشيعية.

ويقول الباحثان إن سعي إيران للهيمنة على هذا النحو، وفي الوقت نفسه تستر أمريكا وتجاهلها لدور إيران التخريبي، قاد إلى ردة فعل عنيفة مفهومة من جانب السنة في المنطقة وستجعلهم أكثر راديكالية. كما قاد هذا إلى أن حلفاء أمريكا في المنطقة بدأوا ينصرفون عنها، ويريدون أخذ زمام الأمور بأيديهم.

وباختصار، يعتبران كما هو واضح أن ما يفعله أوباما بعلاقاته الجديدة مع إيران يحمل أخطارا شديدة على دول المنطقة، وعلى أمريكا نفسها.

هذه مجرد نماذج لآراء وتقديرات باحثين ومحللين أمريكيين لأخطار الصفقة الأمريكية الإيرانية على المنطقة وعلى أمريكا.

نسوقها كي نؤكد ما ذكرناه مراراً من أن خطر هذه الصفقة على البحرين وعلى كل دول مجلس التعاون هو خطر داهم لا ينبغي أبداً أن نقلل من شأنه أو نتقاعس عن مواجهته.

23/1/2014