القتلة معروفون فماذا تنتظرون؟!!

السيد زهره

على امتداد الأشهر الطويلة الماضية، بحت أصوات الشرفاء في هذا الوطن، وهم يطالبون الدولة بالتعامل بحزم وقوة مع الذين ينفذون أعمال العنف والإرهاب، والذين يحرضون عليه.

كل ما طالب به هؤلاء الشرفاء هو تطبيق القانون ولا شيء غير هذا. لم يطالب أحد بأي إجراءات استثنائية. ولم يطالب أحد إلا بتطبيق القانون على المجرمين الذين تثبت إدانتهم بالتحريض على العنف والإرهاب ، سواء كانوا أشخاصا أو جمعيات سياسية أو أيا كان.

الذين طالبوا بتطبيق القانون وبمعاقبة هؤلاء المجرمين ليس لهم من هدف أو غاية إلا حماية الوطن، وحماية المجتمع بكل قواه وطوائفه مواطنين ومقيمين من جماعات إرهابية مجرمة قاتلة لا تراعي للدين حرمة، وليس لديها أي ولاء للوطن، وليس لها من غاية إلا خراب البلاد وترويع العباد.

وسبق للمجلس الوطني أن عقد جلسته الاستثنائية الشهيرة التي تبنى فيها قائمة من التوصيات طالب الدولة بتنفيذها، وكان جوهرها إنزال العقاب الصارم بالمحرضين على الطائفية وعلى العنف والإرهاب، واتخاذ إجراءات صارمة لحماية الدولة والمجتمع.

والحكومة من جانبها تعهدت علنا بتنفيذ هذه التوصيات، وبتطبيق القانون بشكل حازم وصارم لمواجهة العنف والإرهاب والذين يحرضون عليه.

لكن الذي حدث كما نعلم جميعا ان الدولة تراخت في تنفيذ هذه التوصيات. والدولة تراخت في تطبيق القانون بالشكل الحازم المفروض.

وماذا كانت النتيجة؟

كانت النتيجة ان التحريض على الطائفية وعلى العنف والإرهاب لم يتوقف. ليس هذا فحسب، بل ان هذا التحريض تصاعد إلى مستويات غير مسبوقة من فوق منابر دينية، وفي خطابات جمعية مثل الوفاق والجمعيات التابعة لها.

وكانت النتيجة أن أعمال العنف والإرهاب لم تتوقف يوما واحدا. بل شهدنا تصاعداً خطيراً في هذه الأعمال طوال الفترة الماضية.

هذا هو ما حدث إلى أن وصلنا إلى الجريمة الإرهابية الوحشية البشعة التي شهدناها أمس، والتي استشهد فيها ثلاثة من رجال الأمن الشرفاء وهم يقومون بواجبهم المقدس دفاعا عن المجتمع وعن أمن المواطن والمقيم وعن الوطن كله.

اليوم، وبعد هذه الجريمة الإرهابية البشعة، فإن ثمة عددا من الحقائق لم يعد من الممكن الهروب منها:

أولاً: إن هؤلاء المجرمين المحرضين على الإرهاب ومرتكبيه من أتباعهم، العنف بالنسبة إليهم عقيدة، والإرهاب بالنسبة إليهم غاية في حد ذاته. هؤلاء يريدون دمار الوطن وخرابه ولا شيء غير ذلك.

هؤلاء لن يردعهم حوار لا معنى له، والتنازلات التي تبدي الدولة بين الحين الآخر استعدادها لتقديمها إلى هؤلاء، ليس لها من نتيجة إلا أنها تزيدهم إصرارا على تصعيد عنفهم وإرهابهم والإمعان في ارتكاب جرائمهم الوحشية.

ثانياً: انه ما كان لهؤلاء المجرمين القتلة أن يستمروا في ارتكاب جرائمهم الإرهابية على هذا النحو، لولا تراخي الدولة وترددها على هذا النحو في التعامل الحازم الصارم معهم ومع جرائمهم.

هؤلاء يفهمون تردد الدولة على أنه ضعف وعجز عن مواجهتهم. وهذا بالضبط هو الذي شجعهم على ارتكاب هذه الجريمة الإرهابية البشعة.

ثالثاً: انه بعد هذه الجريمة الإرهابية، ما لم تتحرك الدولة فوراً، وبأقصى درجات الحسم والشدة والحزم في مواجهة هؤلاء الإرهابيين من محرضين ومنفذين لأعمال الإرهاب، وتضع حدا نهائيا لخطرهم وجرائمهم.. ما لم تفعل ذلك، فإن هذا العنف والإرهاب الأسود الذي تشهده البلاد سوف يتصاعد ليصل إلى حدود ومستويات، الله وحده يعلم إلى أين يمكن ان تقود البلاد.

الكل يعلم تمام العلم ان المجرمين الإرهابيين القتلة الذين أزهقوا أرواح رجال الأمن الشهداء الثلاثة، ليسوا فقط من نفذ مباشرة هذه العملية الإرهابية. القتلة قبل هؤلاء، هم أولئك الذين يحرضون علنا وصراحة وعلى امتداد السنوات الثلاث الماضية بلا توقف على العنف والإرهاب، من رجال دين طائفيين وقادة جمعيات طائفية مجرمة معروفة.

هؤلاء القتلة معروفون للمجتمع كله وجرائمهم موثقة ومعلنة ومعروفة.

القتلة معروفون.. فماذا تنتظر الدولة إذن؟

ماذا تنتظر الدولة كي تحمي المجتمع من شر وإجرام هؤلاء؟

ماذا تنتظر كي تضع حدا نهائيا لإرهابهم؟

هل تنتظر الدولة حتى تغرق البلاد في الفوضى والعنف الطائفي والفوضى؟

4/3/2014