هؤلاء هم المحرضون على الإرهاب والقتل

السيد زهره

الكل يعلم أن الجريمة الإرهابية البشعة التي وقعت في الدية وهزت المجتمع واستشهد فيها ثلاثة من رجال الأمن أثناء تأدية واجبهم، ما كان لها أن تقع لولا ثلاثة عوامل وأسباب كبرى:

الأول: ما أشرنا إليه أمس من أنه على الرغم من أن البلاد تشهد أعمال عنف وإرهاب لم تتوقف منذ ثلاث سنوات، وعلى الرغم من الأصوات التي ارتفعت باستمرار تدعو الدولة إلى وضع حد حاسم لهذه الجرائم، فإن الدولة تراخت عملياً في التطبيق الحازم للقانون على مرتكبي هذه الأعمال والمحرضين عليها.

والثاني: ان هذه العملية الارهابية البشعة، كما كل عمليات العنف والإرهاب السابقة، هي نتاج مباشر لعملية تحريض منظمة ومهولة ومباشرة على العنف والإرهاب تشهدها البلاد على امتداد السنوات الثلاث الماضية.

والثالث: أن هناك دولا وقوى أجنبية معروفة، وعلى رأسها إيران، تقف مباشرة وراء هؤلاء الإرهابيين وتدعمهم مالياً وسياسياً وبالسلاح أيضاً. وهذه القوى تريد للبحرين أن تغرق في الفوضى والإرهاب والطائفية.

واليوم، نريد أن نتوقف عند هؤلاء الذين يحرضون على العنف والإرهاب والقتل في المجتمع.

من يكون هؤلاء المحرضون؟

السؤال مطروح، لأنه ما من مرة يأتي فيها ذكر التحريض على العنف والإرهاب، إلا وينكر الكل أي علاقة له بالأمر.

"جمعية الوفاق" بالذات، ومنابرها الدينية، والجمعيات التابعة لها، يصرون دائماً على أنهم أبرياء، وأنهم أناس سلميون تماماً، ولا علاقة لهم أبداً من قريب أو بعيد بالعنف أو التحريض عليه.

فمن يكون المحرضون إذن؟

قادة "جمعية الوفاق" الذين أعلنوا صراحة في أكثر من بيان وحديث وتصريح أنهم لا يعترفون لا بالدستور ولا بالميثاق ولا بالقانون، ولا بشرعية النظام ومؤسسات الدولة. هؤلاء على رأس المحرضين على العنف والإرهاب، رسالة هؤلاء الواضحة لأتباعهم عبر هذا الكلام، وهي أن الدولة برمتها مستباحة بمؤسساتها ورجالها.

الذين قالوا في تصريحات علنية انهم يتفهمون أسباب العنف. هؤلاء وجهوا دعوة صريحة لأتباعهم بممارسة العنف والإرهاب.

الذين صمتوا عن كل ما شهدته البلاد من أعمال عنف وإرهاب، وأحجموا عن إدانتها وتجريمها صراحة. هؤلاء محرضون على العنف والإرهاب.

الذين في تصريحاتهم وأحاديثهم وعلى مواقعهم الالكترونية يطلقون على رجال الأمن "مرتزقة"! هؤلاء مجرمون لا يحرضون على الارهاب فقط، بل يدعون صراحة وعلنا للقتل. هؤلاء يحلون دم رجال الأمن الشرفاء من دون أي وازع من دين أو ضمير.

وهل نسينا من أطلق لأتباعه دعوة (اسحقوهم)؟

الذين من على المنابر الدينية، أو في الخطاب السياسي، يروجون للكراهية الطائفية، ويكرسون أبشع المواقف والمشاعر الطائفية لدى أتباعهم، ويحضونهم من هذا المنطلق على "الثورة" على النظام والمجتمع، هؤلاء من أكبر المحرضين على العنف والإرهاب والقتل.

الذين يتحدثون عن نظام البلاد باعتباره نظاماً "ديكتاتورياً"، ويزعمون زوراً وبهتاناً أنه لا يعرف إلا القمع والتنكيل، وينكرون أي فضل للنظام والدولة وأي انجاز وأي خطوة إصلاحية، هؤلاء يربون أتباعهم على كراهية الدولة والمجتمع كله، وهم الذين يكرسون في المجتمع المناخ المواتي للعنف والإرهاب، وهذا الخطاب الطائفي هو في حد ذاته خطاب تطرف وعنف وإرهاب.

الذين يزعمون زورا وبهتانا انه يمثلون الشعب، بل انهم هم الشعب، ويصرون على الاستهانة بمواقف ومشاعر القطاع الأكبر من الشعب، وكأنه غير موجود أصلا.. هؤلاء بخطابهم الاقصائي هذا، يشجعون اتباعهم مباشرة على استهداف الدولة والمجتمع كله بالعنف والإرهاب.

هؤلاء إذن هم المحرضون على العنف والإرهاب والقتل في البحرين.

كل هؤلاء أياديهم ملطخة بدماء شهداء رجال الأمن الثلاثة الذين سقطوا في العملية الارهابية الأخيرة، وبدماء كل الضحايا الذين سقطوا قبل ذلك.

كل هؤلاء شركاء في اعمال العنف الارهاب والقتل.

ان كانت الدولة جادة فعلاً في مواجهة الإرهاب والقضاء عليه، وفي ردع المحرضين عليه، وفي حماية الدولة والمجتمع بكل طوائفه وقواه، فهؤلاء هم الذين يجب ان تحاسبهم وتوقفهم عند حدهم سواء كانوا أفراداً أو جمعيات سياسية أو رجال دين.

5/3/2014