كلام مسؤول: وزارة "جود من الموجود"

يعقوب خباز

تعشّى ريفي مع صفا.. أفطر باسيل مع نادر وكان قد سبقهم عون مع سعد إلى لقاءات في روما وفرنسا!!! فيما كان السفراء الأجانب والعرب يوشوشون في أذن هذا وذاك!!.

اجتمع الأضداد.. فتألّفت الحكومة!!.

"كتلة التغيير والإصلاح" احتفظت بحقيبة البترول تحت غطاء "الطاشناق". "المستقبل" حصد الداخلية والعدل، فيما "حزب الله" غير آبه لما يدور حوله من توزيعات وتقسيمات!!!.

لماذا حدث ما حدث قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية ولم يحدث يوم تم تكليف سلام بتأليف الوزارة؟؟؟.

إن نظرة إلى موقف "حزب الله" اللامبالي من تأليف الحكومة، يجعلنا نستنتج أن الحزب مرتاح إلى وضعه، وإلى ما يجري على الساحة الوزارية ولاحقاً الرئاسية!!! وبالتالي يبقى التساؤل حول ما إذا كان "حزب الله" سيدفع باتجاه إجراء الانتخابات الرئاسية، وبالتالي إسقاط الحكومة، بالضربة القاضية، قبل أن تستطيع القيام ولو بمهمة واحدة؟؟؟ وهل ستقضم حكومة الأضداد الفترة الزمنية المتبقية إلى حين الانتخاب الرئاسي، في تحضير بيانها الوزاري، وتحديد جلسة لمناقشته ونيل الثقة على أساسه؟؟؟.

يبدو أن كل الأطراف ساهمت في تمرير حكومة "أفضل الموجود" في حين كانوا يعملون في العلن والخفاء على التحضير للانتخابات الرئاسية مقتنعين ان تلك الوزارة لن تستمر أكثر من شهر أيار.

من هو رئيس الجمهورية المقبل؟؟ هذا هو السؤال الملحّ الذي يتعلق به مصير لبنان المستقبلي!!!.

لقد انطلقت معركة الرئاسة الأولى، منذ استقالة الرئيس ميقاتي، وبدأ التحضير لها من خلال تقطيع الوقت وعدم السماح بتشكيل وزارة من شأنها (خربطة) الواقع القائم، إلى أن لاح شاطئ الرئاسة وبات على قاب قوسين أو أدنى.

الجميع يتأهّل للإمساك بالمقعد الأول في الجمهورية، وعلى اليد التي ستمسك به يتوقف مصير الوطن، فهل سيتفق، من بيدهم الحل والربط، على رئيس للجمهورية كما اتفقوا على تشكيل الوزارة؟ أم أن اتفاقهم الوزاري كان لإغلاق كوة كانت تبعدهم عن التبصّر في أمور الكرسي الأولى؟؟؟.

يأمل اللبنانيون في أن يمر الاستحقاق الرئاسي بهدوء وسلام، لأنه لم يعد بمقدورهم احتمال المزيد من الفوضى وعدم الاستقرار، جلّ ما يريدونه سلطة قوية تقضي على كل من يتجرأ على القانون، ليسود الأمن والأمان. وعلى أمل أن يتفق الساسة على شخص الرئيس، لتظهير ما اتفقوا عليه في خطاباتهم المتلاحقة هذا الأسبوع، من أن يكون الرئيس المقبل قوياً ويمثل الكتلة المسيحية التي ينتمي إليها، أولاً، واللبنانيين بشكل عام، ثانياً. وعلى أمل أن لا نحظى برئيس توافقي لا يستطيع سوى أن يمشي بين النقط إلى حين انتهاء مدة ولايته!! فيبقى الحال على ما هو عليه، ولاية جديدة لست سنوات، وعلى الكيان اللبناني السلام!

almajdolana@hotmail.com

جريدة "الإنشاء" طرابلس – لبنان 21/2/2014